recent
أخبار الساخنة

نكبتنا بكم هي أعظم النكبات بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية





نتألم كلما حلت علينا ذكرى النكبة الأليمة التي كلفتنا خسارة معظم أراضينا

عام 48 ، و شردت أهالينا إلى المنافي ليواجهوا نوعا آخر من القهر هو

أكثر ايلاما مما عانوه على أيدي الأعداء.

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً

عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

ان عدونا معروف لنا و صراعنا معه صراع تناحري لا مجال فيه إلا لمنتصر أو

منهزم و نحن نحمل في أعماقنا كل الثقة بالنصر إن عاجلا أم آجلا .

معركتنا معه طويلة و طويلة جدا و تمتد جذورها إلى ما قبل ميلاد سيدنا

المسيح عليه السلام ، و ستستمر حتى دحر الاحتلال بعون الله تعالى و من

ثم بالإرادة الفولاذية لهذا الشعب الصامد الصابر . أما ذوي القربى الذين أثبت

زعمائهم منذ النكبة و قبلها و إلى الآن عن تخاذلهم و مشاركتهم العدو في تحقيق

مشروعه و بالغوا في ايذائنا بكل ما يملكون . كانوا لنا كالخنجر في الخاصرة ، و

مع ذلك يزاودون علينا و يظهرون عكس ما يفعلون ! لطالما تحدثوا في اعلامهم

و خطبهم عن دعمهم و تبنيهم للقضية الفلسطينية بينما كانوا من تحت الطاولة

يتآمرون مع أسيادهم في تل أبيب و واشنطن على القضية المركزية لهذه الأمة .

نحن و مهما كان حالهم و بان غدرهم لن نتخلى عن أهدافنا و عقيدتنا و عروبتنا

لكننا نتألم و يزداد الألم في كل يوم عندما نسمع و نرى الخيانة تصل إلى ذروتها

مع الجهر بالعداء و التغني بمحبة الاعداء . ليس من السهل علينا رؤية هذا الانهيار

الأخلاقي و الوطني في هذه الأمة دون غصة في قلوبنا ، لكن الله عزوجل أخبرنا عنهم

بقوله : وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ

الْخِصَامِ . و قال سبحانه : " الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ

اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " . و قال رسولنا عليه الصلاة و السلام و هو

يصف شعبنا المرابط : لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ

لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ

قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ .

السؤال المحير : انكم أيها المرتمون بإحضان الصهيونية و الماسونية و الداعين

ليلا نهارا للتطبيع و للتآمر على القضية الأولى للأمة إلى ماذا تهدفون ما هي

المصالح التي ستحققونها ، ما عدى الكراسي التي تتمسمرون فوقها طبعا ؟

هذه المجموعة الصهيونية التي تحتل فلسطين تمثل خطرا حقيقيا عليكم بل و

على كل الإنسانية . إنها تجلب الفساد و الانحلال و الرذيلة اينما حلت ، و

انها تعادي كل الأديان . بل و تعتبركم في تلمودها " المقدس" حيوانات خلقها الله

بصورة البشر لتكون جديرة لخدمتها . أيها "الاوباش" : هل تعتقدون بأنهم يصنفونكم

من البشر ؟! إنهم يقرفون منكم صدقوني ، و نحن أيضا نقرف منكم ما دمتم

خلعتم ثيابكم و تخليتم عن جلودكم و بعتم ما تبقى من كرامة عندكم بلا ثمن .

و لكن حتى أكون منصفا و متوازنا مع نفسي اقول بأن الواهمين من أبناء شعبنا

الذين قادتهم اوهامهم للاعتراف بالعدو ، و توقيع المعاهدات معه ، و التنازل الكبير

لمصلحته ، و التعاون الأمني معه ، و الذين آذوا قضيتنا كثيرا و مهدوا الطريق

لكل مطبع ، عليهم أن يعودوا فورا للمربع الأول . كفاهم عبثا و يجب أن يكونوا

قد تعلموا من هذه التجربة المريرة . فاوسلو لم تحقق لنا سوى الكوارث ، لقد ضربت

وحدتنا و قسمت شعبنا و زادت من أعمال التهويد و القضم و ابتلعت المستوطنات

اراضينا و امتلأت المعتقلات بالاسرى ، و لم تحقق أي شكل من أشكال الاستقلال

حتى على الأجزاء المتناثرة القليلة من الأراضي الفلسطينية . عليكم أن ترموا أوسلو

في سلة المهملات و تقودوا شعبكم إلى الكفاح بكافة اشكاله و تقطعوا الطريق على

الخونة المطبعين الذين لاقوا في أوسلو مبررهم لتغطية تآمرهم . عليكم أن تتخذوا

قرارات شجاعة ، حتى لا تتهود القدس و غور الأردن و معهما كل الوطن الفلسطيني

و حتى يستعيد شعبنا في الداخل و الشتات قيمته التي لا تتحقق إلا بالمقاومة و لا

تضيع إلا بالمفاوضات العبثية التي خدمت العدو و من يريد ان يطبع معه من العرب .

ربما لو كانت ذكرى النكبة في ظروف أفضل على المستويين الفلسطيني و العربي لما

كان تأثيرها علينا بهذا الحجم . إنها تأتي في مرحلة خانقة بكل المقاييس لكننا لم و لن

نخسر المنازلة ، فهي طويلة و مليئة بالاخفاقات و بالعثرات و انها مليئة بالامال في

ذات الوقت .




google-playkhamsatmostaqltradent