recent
أخبار الساخنة

إلا الحماقَةُ أعيَتْ مَن يُداويها

الصفحة الرئيسية


لكل مرض عضوي علاج ، و لكل خلل نفسي و عقلي طبيب . لكن الاطباء
و الاختصاصيين لم يجدوا طريقة للتعامل مع مرض العنصرية ، لان العنصرية
تتكون من مزيج غير متجانس من العاهات ، لا تظهر اعراضها الا عندما تصل
الكراهية الى الذروة . فالعنصرية يمكن وصفها بالحماقة و الدونية و الاستعلاء
و الحقد و النرجسية و السادية مع شيئ من العصبية القومية والدينية ، بالاضافة
الى عقدة اللون و الجنس . ان العنصري شخص مخبول و مأفون حالته تثير الشفقة .
هذا الابتلاء يبنى على عنصرين : العصبية و العنجهية ! اما العصبية فإنها ناتجة
عن تربية سيئة و بيئة منغلقة تتطور الى مكون فكري و سياسي فاشي ، و أما
العنجهية فهي عبارة عن رؤية فوقية و شعوبية مقيتة تنظر للآخر باستعلاء و تتخيل
نفسها افضل من غيرها و اعلى قيمة و تحضرا و مكانة ! و ربما كانت العنصرية
في لبنان و بعض الدول العربية قد ظهرت بهذا الشكل المقزز نتيجة لاجتماع العاملين
بشكل متلازم يضاف اليهما الجهل و الكراهية و الحقد المتراكم . لهذا نرى بين الفينة
و الاخرى تصريحات و مواقف تثير العجب و تؤدي بمن يقرؤها للحيرة و الشك ، 
خصوصا عندما تخرج تلك الافعال و الاقوال من اشخاص يعملون في السياسة و 
و الاعلام و يتمتعون بمسؤوليات في مؤسسات حكومية و اجتماعية و دينية
 و حزبية . ففي العادة و من باب التاكتيك و الدبلوماسية لا يعرب من يتبوأ 
المسؤوليات عن حقيقة مواقفة و عن طبيعته العدوانية ما دام على رأس عمله،
حتى لا يثير الجدل على المستويين الداخلي و الخارجي و حتى لا يُحرَج بردود
افعال لا يمكنه الدفاع عنها . لكن وقاحات رجل الدين و زعيم الحزب و الوزير
و الاعلامي و السياسي و رجل الاقتصاد و الاستاذ الجامعي و معهم الرعاع
من العوام لم تمكنهم من اخفاء ما يعتريهم من غل فاظهروا ما في قلوبهم دون
النظر بمصداقية ما يقولون او بردود الافعال المتوقعة . و هكذا سقطوا مرة اخرى
في هاوية الحماقة التي لا علاج لها . ما هي غاية العنصريين اللبنانيين و 
و الخليجيين و غيرهم ممن يصب جام حقده على الفلسطينيين و يتهمهم
 بما ليس فيهم . حتى وصل الامر لدى بعضهم ان يتعامل علانية مع الكيان
 الصهيوني و يمتدحه و يتغنى بعشقه و يصرح بان فلسطين ليست للفلسطينيين
بل لليهود ، و ان الفلسطينيين لا حق لهم و انهم باعوا اراضيهم و غير ذلك
من الاقوال التي لا هدف لها سوى الحقد و العنصرية المنغلقة ، و لا يمكن
ان يتفوه بها الا احمق جبان لا يفهم التاريخ و لا يعرف من الماضي و الحاضر 
الا تقوقعه القطري و الديني و الفكري و ارتهانه لسياسيين و حكام مأجورين .
  كيف يمكن اقناعهم ان الفلسطيني لا اطماع له في بلادهم و لا في ممتلكاتهم و لا
يفكر في اسقاط دولهم الساقطة . ايها الحمقى ، ان الفلسطيني يطمع بشئ 
واحد لا ثاني له : العودة الى وطنه . ينام و يحلم بفلسطين . هذا حلمه في
 يقظته و في تجواله و غربته و في طعامه و شرابه و في فرحه و حزنه
 و غضبه . كل شئ عنده هي فلسطين . لا وقت عنده ليضيعه في ترهاتكم و
  عنصريتكم . ان همه الوحيد هي تلك الارض المقدسة ، ارض الانبياء و
 الصحابة و التابعين ، ارض اجداده منذ عرفها الانسان . هذه احلامه التي
 يعمل بكل جوارحه لتحقيقها . اما احلامكم الحمقاء و تخيلاتكم الفارغة
  فهي لكم وحدكم ! شفاكم الله من اسقامكم ، و رحم الله الشاعر عندما قال:
لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ يُسْتَطَبُّ بِه ...... إلا الحماقَةُ أعيَتْ مَن يُداويها

ماهر الصديق            




google-playkhamsatmostaqltradent