ليس الفلسطيني من يحتاج لتوجيهات من اجل الحفاظ على النفس و الحفاظ
على سلامة الغير . ان ذلك من الواجبات الدينية و الوطنية و الاخلاقية .
قال الله عز وجل : " وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين َ" فالوباء اذا اصابك يا اخي بسبب اهمالك سيفتك بك أولا
و تكون قد خالفت اوامر الله تعالى و رميت بنفسك الى التهلكة . ثم يفتك باقرب
الناس اليك ثم بجيرانك و ابناء مخيمك ، بل و بكل انسان لحقه الاذى بالعدوى ،
و بهذا فانت ترتكب اثما بحق نفسك و حقوق غيرك . المبادرات الايجابية هي
فضيلة فلسطينية اصيلة ، و هذا هو وقتها . فيجب على كل منا ان يبادر باتخاذ
ما يلزم لحماية نفسه و حماية غيره . هذه مسؤولية لا تقع على جهة معينة فصائلية
او سياسية او طبية بل هي مسؤولية فردية و جماعية . عن عبدالله بن عمر رضي
الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " ألا كلكم راع و كلكم مسؤول عن
رعيته ... " عن ابي سعيد سعد بن سنان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : " لا ضرر و لا ضرار " فالاضرار بالنفس محرم كما ان الاضرار
بالغير محرم . كل شخص في المخيم يجب ان يحرص على اتباع التعليمات الطبية
حتى لا يقع البلاء و يتسبب في ايذاء الآخرين من شيوخ و اطفال و نساء . كل
منا يعلم الصعوبات التي يتعرض له الفلسطيني في كافة المجالات لا سيما الطبية
منها ، فاحرص يا اخي على الوقاية قبل حدوث الفاجعة و كن مسؤولا عن نفسك
و عن مخيمك ، لعل الله يجعل لنا فرجا قريبا . لا تقل ان الاعمار مقدرة ، فانت
لست بأعلم من امير المؤمنين عمر رضي الله عنه و ارضاه الذي قال :" نفرّ من
قدر الله الى قدر الله " ، فنحن مطالبون بالاخذ بالاسباب و نتوكل على الله .
روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رجلًا جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ومعه ناقته فقال: أعقلها وأتوكل، ام أتركها وأتوكل؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اعقلها وتوكل " أي اربطها و توكل .
نسأل الله تعالى ان يمن على شعبنا و على اشقائنا اللبنانيين و على ابناء امتنا
بنعمة السلامة و الطمأنينة ، و ان تتجاوز البشرية جمعاء هذه المحنة .
ماهر الصديق