recent
أخبار الساخنة

فَتيَّة عبَّاس .. من نَكبةِ فلسطين إلى نكبة التَّرميم في عين الحلوة

الصفحة الرئيسية

بقلم - محمد حسون
خاص - موقع عاصمة الشتات

لم تكن فَتيَّة سعيد عباس على علمٍ أن مصيرها في آخر حياتها سيكون هكذا، بعد رحلة التَّهجير من فلسطين ونكبتها عام ٤٨ إلى نكبات اللجوء في الشتات ، وهي غادرت مع ذويها طفلةً عمرها ٩ سنوات الى لبنان ، لتسكُن بعدها مخيم عين الحلوة مع أهلها في حي الرأس الأحمر - التحتاني، فهي لم تعُد فتيَّة بل أصبحت منذ أكثر من ١٦ عاماً قَعيدة المنزل الغير صالحٍ للسَّكنْ ، مُصابةٌ بتلف خلايا الدِّماغ "الزهايمر" وتلفٌ بالجهاز العصبي، لتزداد المأساةُ مأساة حتى يومنا هذا، حيثُ أنها لا تتكلم ولا تتحرك ، ولا تعرف سِوى الأنين مثل الأطفال الصغار وتأكل مثل طعامهم.
فتية عباس إمرأةٌ كهلة وطاعنةٌ بالسِّن عُمرها ثمانون عاماً غير متزوجة، يعولها أخٌوها ابو سعيد وزوجته، الذين يقومون بخدمتها، وليس هناك أدنى مراعاة لخصوصية وضعها لضيق الغُرَف والاحراج الدائم الذي يتسبب مع الزوار خارج المنزل، بسبب بقائها دائما في غرفة الجلوس على سرير طبي وانتظارهم لإجراء الخدمة اللازمة، وإذا أرادت الاستِحمام لا يتَّسِعُ الحَّمام للكُرسي فتقوم زوجة أبو سعيد بتحميها في المطبخ ، ويُذكر أن هناك فريقٌ طبي من منظمة أطباء بلا حدود يقدِّم لها خدمات طبية ومساعدات عينية مثل حفاضات وبعض الإحتياجات.  انتهى حال فتيَّة بنقلها من بيتها في الطابق الأرضي إلى الاول ، بعد أن تَساقطتْ أجزاء من أسقُفِ الغرف في منزل أهلها، والذي أكلت الرطوبة كل الأماكن فيه ، والجدير ذكره أن قسم الهندسة في الأونروا والمعنيين بملف الترميم قد زاروا منزلها ولجنة الحي أخبرت مراراً عنه،  وكانت هناك وعود بالترميم وإجراء إصلاحات وحتى الآن لم يحصل شيئ، وهي أيضاً من حالات الشؤوؤن المسجلين لدي الوكالة الذين يكونون بالأولوية ضمن مشاريع الترميم.
هذه المرأة لم تطلبُ شيئاً وليس لها حول ولا قوَّةً إلا الله، سِوى أن يكون لها منزل مُلائم يُناسب وضعها الإنساني، ويُراعي حُرمة مرضها ويسترها في آخر عُمرها، الذي يكون بمثابة ضماناً للشيخوخة لها، هذا الكلام الموجه من أقاربها عبر صفحة وموقع عاصمة الشتات الفلسطيني لإيصال صوتها الذي ذهب مع مرارة اللجوء، برسم قسم الهندسة والمعنيين بملف الترميم في وكالة الأونروا.


google-playkhamsatmostaqltradent