recent
أخبار الساخنة

مخيمات لبنان.. خزان للثورة

الصفحة الرئيسية

بقلم: ثائر عزيز حلاحله*

الفلسطيني اللاجئ الذي طرد وشرد وهجر من وطنه فلسطين بقوة الارهاب والبطش الصهيوني الاحلالي والمنظم يدفع أثمانا باهظة وضرائب متتالية، من أكثر من طرف وجهة، من بينها وفي مقدمتها الاعتداءات التدميرية والمجازر الصهيونية التي ارتكبت في غير مخيم وتجمع فلسطيني، في لبنان، خاصة، وذنبه الوحيد أنه يرفض التوطين والتجنيس والتهجير، وأنه متمسك بحق العودة الى وطنه الأصلي فلسطين.

وفي محطة الانتظار يريد اللاجئ الفلسطيني العيش بكرامة وإنسانية كباقي شعوب الدنيا، ويرفض الإهانة والإذلال، مثلما يرفض محاولات الزج به في أتون الخلافات والانقسامات والصراعات العربية الداخلية المتفشية في عالمنا العربي والإسلامي، منذ عقد ونيف.

وهو بالتالي يقاوم محاولات استغلال بعض الجهات، حالة العوز والفقر والحاجه وقلة سعة اليد لبعض الشباب، للتغرير بهم ودفعهم للعمل مع مجموعات مسلحة قِبلتها وبندقيتها ليست القدس، وليست فلسطين.. إضافة لمواجهة حالات التخريب الممنهج للمجتمع الفلسطيني من خلال نشر المخدرات بين صفوف الشباب والفتيان وافتعال المشاكل، كل ذلك لفرض حالة من اليأس وتوفير الظروف لمخططات التوطين والتهجير التي تحدث عنها، ويسعى إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كجزء متمم لصفقة القرن. وكل ذلك من أجل تفريغ المخيمات من أهلها وطي ونسيان صفحة حق العودة .

ان المخيمات الفلسطينية أثبتت قدرتها على تحديد مكامن الخطر المحدق بها، وأظهرت وعيا وإدراكا فائقين، وجدت ترجماتها العملية في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، والحراك الاحتجاجي السلمي الحضاري ضد إجراءات وزير العمل اللبناني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية المنتشرة على الأرض اللبنانية.

دعوتنا إلى المثقفين والاعلاميين المخلصين المنحازين لوطنهم وشعبهم وقضيتهم، التنبه والحذر وكشف المخططات التي تستهدف قضية اللاجئين، والموضوعة اليوم على رأس اهتمامات إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الذي يسعى اليوم ومعه كيان العدو الصهيوني لوقف عمل وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). مع ما يعنيه ذلك من انعكاس سلبي على قضية اللاجئين وبالتالي حق العودة، باعتبار عهذه المؤسسة الدولية الشاهد الدولي الحي على نكبة فلسطين والمجازر الصهيونية التي ارتكبت بحق آلاف الفلسطينيين ومئات القرى والبلدات الفلسطينية التي دمرها الاحتلال، في محاولة لتسريع تهويد فلسطين، وإلغائها من الذاكرة الفلسطينية.

ودعوتنا لأشقائنا وأصدقائنا في لبنان، وهم كثر وفي مقدمتهم حزب الله الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني في مخيمات العودة، ودعم المطالب المحقة التي توفر العيش الحر الكريم، حتى تتحقق عودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين، الذي لا وطن لهم غيره.
google-playkhamsatmostaqltradent