recent
أخبار الساخنة

المركز الثقافي بين المقهى والسلطة المحلية بقلم الدكتور عبد الناصر أبو خليل *

الصفحة الرئيسية

كان يستوقفني في أوروبا كلما زرت قرية أوروبية وجود مبنى في ساحة القرية أو البلدة يقال له المركز الثقافي (بيت الثقافة ) : ..في هذا البيت كانت تقام كل نشاطات البلدة فمن أراد الزواج وأحواله المادية لا تسمح له باقامة عرس في الصالات او المطاعم كان يلجىء الى هذا المركز وفي مناسبات الوفاة أيضا" عندما كانت تضيق المنازل بالمعزين، كان هذا المركزيستقبل المعزين

.وكانت خطة البلدة الثقافية وضع برامج اجتماعية وثقافية وانمائية وخدماتية يتم تنفيذها من خلال هذا المركز ، وكان للبلدية الدور الأكبر في عملية وضع الخطط والتوجيه ..

و.....في أيامنا هذه وللأسف كل بلدية مباركة من طرف سياسي ديني ومذهبي فكل نشاطاتها تكون بتوجيه من هذا الطرف أو محتواها يكرس وجودية هذا الطرف وبالتالي زيادة في التفرقة الدينية والمذهبية .

أما في قرانا فنحن من بلدة فيها 400 مجاز وللأسف ولا أستثني أحدا" من أهل البلدة ..

هل يعقل أن بلدة فيها أكبر عدد من المجازين في جبل عامل يوجد فيها 11 مقهى شعارها الاركيلة والتي تجمع اكثر الشباب وأكثرهم عاطل عن العمل او الذين لا يريدون القيام بأعمال يعتبرونها متواضعة...

هل يعقل ان هذه البلدة فيها 11 مقهى ولا يوجد فيها مركز ثقافي .؟..

هل يعقل ان حركة الاحزاب الوطنية العلمانية في تلك القرى لا يمكن أن تقوم بأي نشاط فيه طابع ثقافي وحزبي لعدم وجود ذلك المركز فأما البديل فهو النادي الحسيني الذي له رمزيته ولا يمكن القيام فيه بكل الأنشطة أو وجود قاعة في مدرسة رسمية اذا وجدت لا يمكن اقامة نشاط فيها ذات طابع حزبي بسبب القوانين المرعية الاجراء التي تمنع اقامة نشاط حزبي له طابع سياسي في مؤسسة رسمية، علما" ان كل الطوائف في كل مناطق الكيان اللبناني تستعمل أملاك الدولة لأغراض حزبية ..

اذا" من هنا : اني متشائم بسبب قطع الطريق على قيام أي نشاط ثقافي يقف في وجه المد الطائفي والمذهبي في قرانا .

.مع اقتراحي وهو اقتراح وكأنه حلم صعب المنال أن يكون للسلطات المحلية اليد الطولى في رسم سياسة ثقافية لانتشال مجتمعنا من المد الطائفي والمذهبي ووضع سياسة عامة لمتحداتنا (قرانا ) مع التوجه اذا كان هناك نية لتفعيل الفكر العلماني مع احترام خصوصية كل الأديان والطوائف، زيادة على المناداة بقيام المؤسسات المدنية ، وبالتالي نحو قيام الدولة المدنية مع فصل الدين عن الدولة ، لأننا لا يمكن أن نبني 18 دولة والتي هي بعدد الطوائف اللبنانية ، فالحل الوحيد هو باقامة دولة مدنية تبتدئ من القرية المدنية بتوجيه علماني من السلطات المحلية ،

...والا اني أرى في الأفق سواد ولأمد طويل ..

الدكتور عبد الناصر أبو خليل

جنوب لبنان *
google-playkhamsatmostaqltradent