recent
أخبار الساخنة

تقولُ غزَّة قصيدة للشاعر محمد سرور (لبنان )

الصفحة الرئيسية

لكمْ براءةُ ذمَّةٍ لا تُردُّ،

ولكم كلُّ ماضيَّ... بكلِّ ما فيه.

أطفئوا عتمتَكم ورائي،

وعن شفاهِ التذكارِ أزيلوا صَداي.

لكم كُتبُكم وأحاديثُ محافلِكم،

خذوها من مكتبتي ،

والصفحاتِ التي قرأتُها...

أنشلوها من ذاكرتي،

تمنَّوا لي خطى تبتعد

وأنفاسًا تتبخَّرُ في أثيرِ دمي المسفوك.



حيث أنختُ صفائي

دققتُ أولَ وتَدٍ لخيمتي

وأرقتُ بعضَ ماءِ التغريبةِ.

إنني أنتظرُ سنبلة سوف تبرعمُ،

ودمَ فتى ينتظرُ نضوج أوانِ موتِه

وأصداءَ منافٍ بريئاتٍ لعزلتي

وأنتظرُ زيتًا وثنيأ يرشَحُ من صدوعِ آهاتِ العابرين.



أحرقتُ أثاثَ ماضيَّ

لأنَّكم بعضُ هذا الأثاث

ثوبيَ المهلهل

وحكايا الليل عن عنترة والزيرَ والهلالي

دفنتُ باقة الحنينِ في حاكورةِ أبي

ولم أسأل عن أيِّ الجهاتِ أصوِّبُ كعبي.



في الطريقِ إلى اللاهدفٍ... إلى العبثِ القاني

أتتني الأسئلةُ الماكرة

عن هجينِ الحضارات

وعن نسلِ الأنابيبِ وأمراءَ العصابة،

وعني...

أنا الكفيفُ الذي أضاعَ عينيهِ

حين عرفتُ كثيرًا مَنْ أكون.

أتتني الأسئلة،

حين لم يبقَ من ذاكرتي سوى

المزيدِ من حكايا غدِ الآتين.



يُسامحكُم مِعصمي الذي أدمتْهُ قيودُكم،

وأظافري التي تكسَّرتْ على جلديَ

وأذني التي لمَّتْ كلَّ الصورِ من فلوَاتِ التيهِ

تنسخُ وشوشاتِ الأحداقِ للمنامِ الرشيق،

وتبني للخلاءِ ذاكرةً من تخلٍّ.



ما الذي يخسرُهُ المِعصمُ إن تعرَّى من القيدِ؟

ما الذي يقولُهُ الصقرُ للمدى؟



غزَّة...

يا رحيقَ الدم على ثغرِ الآهةِ المقدَّسة،

أعرفُ أنكِ لا تنامين

وأن دُمَّلًا في الحنجرةِ يطوفُ

بين براكين الصوتِ

وفوحِ الأناشيدِ.

لن أسامحكُم...

تقول لهم غزَّةُ

تشدُّ على الجرحِ وتمضي،

باتجاهٍ مهَّدته العاصفةُ للعابرينَ...

ألمًا.

الشاعر محمد سرور

لبنان
google-playkhamsatmostaqltradent