recent
أخبار الساخنة

لعبة البوبجي : لغة تواصل وهدم للمربعات في عين الحلوة

الصفحة الرئيسية




محمد حسون
منتدى الإعلاميين الفلسطينيين - قلم
لم تكن لعبة البوبجي"PUBG" القتالية حكرا.ًعلى مجتمعٍ دون سِواه فكُّل جديد مُرَّحبٌ به وكل ممنوع أيضاً مرغوبٌ به للكثير في مجتمعنا ، هذه اللعبة التي شَغلت عُقول هواة الألعاب، وأرَّقتْ نومَ ملايين الناس في العالم لما تتمتع به من مميزات وخصائص جديدة رغم أنها تتسبب بأضرار على المستوى الاجتماعي والصحي للاعبيها ولمن حولهم ، تدخل إلى مخيم عين الحلوة بطريقة مختلفة وبأجواء غير اعتيادية ، تكاد تكون صادمة وغير متوقعة للكثير، ولما هو مألوف في المخيم منذ سنوات قليلة خلتْ.
هذه اللعبة "البوبجي" التي تعني باختصار لأحرفها "لاعبون مجهولون في أرض المعركة"Players Unknown's BattleGrounds  ، أضحت لاعبون معروفون في أرض المعركة في المخيم ، إن كان في هذا العالم الإفتراضي أو الواقعي، بعدما هدمت الأسوار التي شُيدت ، وصُنعت خصِّيصا لكسر الصورة النمطية الاجتماعية والإنسانية والقيم الجميلة لساكنيه ،واستهوتْ العقول أفكارٌ شيطانية وعادات جاهلية، لِتطغى نمطية التقسيمات والمُربعات الأمنية وتفشت وتكاثرت ظاهرة المسميات الاجتماعية  ، والتي زادت في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير.
هذه اللعبة القتالية التي جمعت الجميع دون استثناء كبارا وصغارا ذُكوراً وإناثاً ، وتشاركت فيها غالبية الأحياء والمناطق وعناصر من كافة الإنتماءات من تنظيمات وجماعات ، وطنية واسلامية مُعتدلة ومتشدّدة ، تواصلوا عبر شاشة وعزلوا أنفسهم عن الواقع الخارجي المُزعج وحصروا جُلَّ اهتمامهم بهذه اللعبة، تعَّرفوا ولعبوا وتواجهوا وتحدوا حُلفاءاً وخُصوم، وأرسلوا رسائل صوتية لِبعضهم البعض عبرها، خصوصاً بعدما نراه من غالبية العناصر من كافة الإنتماءات من مرورها بكافة المناطق والأزقة مشياً أو على الدراجات النارية.
لا شك أنها مُسلية ومُشَّوقة ، لكَّنها خطيرة جداً كما غيرها من الألعاب التي يتم التحذير منها أو منعها وحتى تحريمها من علماء الدين ، لتسبُبِها بهدرِ وضياع الوقت وعدم النوم ليلاً وخسران الأشخاص لوظائفهم ، وقدرة تأثيرها على سُلوك الشخص الذي يلعبها لِتفقده تواصله مع البيئة الخاصة الواقعية لا الافتراضية.
إذا كانت ألعاب تجمعنا وتُسَّلينا، ونقضي من أجلها أغلى ما نملك ، ما الخلاف إذاً، ولماذا نختلف و نتقاتل ومن أجل من ، ولمصلحة من؟
قُضى الأمر الذي اختلفنا لأجله وتغَّيرت كل المعالم التي كانت، وتبدَّلت الظروف إلى أفضل في المخيم ، لتبقى قضايانا وأزماتنا ومشاكلنا المتتالية والغير منتهية الصلاحية ساريةٌ المفعول على الجميع مهما قلَّ شأنه أو كَبُر ، فهذ المخيم الذي بناهُ الفلسطينيون القُدامى بِحجارة الأخوة المتينة وجمعتهم طينة الأُلفة  والمحبة الأصيلة ، ومودة القلوب الرحيمة ، أليس حرياً بنا جميعاً أن نحافظ عليه ونحميه بأشفار عُيونِنا.
google-playkhamsatmostaqltradent