recent
أخبار الساخنة

المقاومة بين لبنان وفلسطين وحتمية الإنتصار / أسامة عباس

الصفحة الرئيسية

لقد استطاعت الثورة الفلسطينية المعاصرة إيصال صوت الشعب الفلسطيني للعالم بأسره ليعترف العالم بحقوق هذا الشعب واستطاعت هذه الثورة الصمود في وجه كافة المحاولات لإنهائها، ففي العام 1982 أسقطت الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية مشروع إسقاط الثورة والمقاومة في هذه المنطقة من خلال صمود أسطوري ومن خلال إستمرار للنضال الثوري ضد هذا العدو، فخاضت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية نضالا ضد العدو من خلال عملياتها فأسقطت إتفاقية 17 أيار واستطاعت المقاومة الوطنية والإسلامية بأحزابها المختلفة أن تحرر جزءا كبيرا من الأراضي اللبنانية المحتلة لتسطر بدماء شهدائها إنتصارها المدوي في العام 2000، ثم استطاعت المقاومة تحقيق نصر آخر في العام 2006 لتلقن العدو دروسا لن ينساها.

لقد عززت هذه الإنتصارت الإيمان بحتمية تحرير الأرض والإنسان رغم كل المؤامرات المستمرة ضد المقاومة في المنطقة، وهذا ما يثبته الشعب الفلسطيني أبدا ودائما رغم إختلاف الظروف بين لبنان وفلسطين، فما زال هذا الشعب يواجه العدوان بمختلف الوسائل المتاحة خصوصا في القدس والضفة وغزة. إن الشعب العربي الفلسطيني لا يقبل الذل ولا الهوان ومستعد للدفاع عن أرضه ووطنه وقضيته، ورغم تواضع الإمكانات وصعوبة الظروف فإن هذا الشعب يواجه تحديات تفوق الخيال لأنه يستند إلى قيم ومبادئ وطنية وإنسانية.

إن المقاومة في لبنان وفلسطين هما حركتان لهدف واحد هو مواجهة العدو وتحرير الأرض وإستعادة الحقوق المسلوبة، ورغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها القضية والمنطقة فإن كل يوم هو يوم لا بد أن نستخلص منه العبر والدروس لأن المقاومة هي فعل تراكمي، هي تراكم للأساليب والقدرات والطرق، هذا التراكم الذي بدأ منذ حرب فلسطين التي خاض فيها الشهيد القائد معروف سعد تجربة الفدائيين مرورا بالثورة الفلسطينية المعاصرة بفصائلها المختلفة إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي أطلقها المقاومين الشيوعيين واليساريين والقوميين وأفواج المقاومة اللبنانية (أمل) التي أطلقها سماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر وقادها الشهيدين محمد سعد وخليل جرادة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة السيد حسن نصر الله ورفاق دربه السيد عباس الموسوي والقائد عماد مغنية.

إن التحرير والإنتصار هو نتاج لتراكم التجارب والإنتصارات والإنجازات والتضحيات خصوصا في ظل المؤامرات المستمرة من قبل العدو الصهيوني وعملائه في المنطقة التي تهدف إلى زرع الفتنة بين شعوب المنطقة ما يتطلب أن نكون يدا بيد، لأن التنوع هو أساس نسيجنا الإجتماعي الثري روحيا وثقافيا، هذا التنوع المليء بقيم الوحدة والمساواة والعدالة الإجتماعية، والحفاظ على هذا النسيج والصمود في وجه المؤامرات يتطلب أن تكون البوصلة الدائمة هي فلسطين، لأنها الأساس حتى تحرير الأرض والإنسان مسترشدين بمواقف وإرث الرئيس الخالد جمال عبد الناصر وأحمد بن بلة وهواري بومدين وعمر المختار والرئيس الرمز ياسر عرفات والقائد أبو جهاد الوزير وفارس فلسطين أبو العباس والحكيم جورج حبش والقائد سعيد اليوسف والقائد عباس دبوق (الجمعة) والقائد جورج حاوي والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية وسناء محيدلي ومعروف سعد وكمال جنبلاط ومحمد سعد والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي وغيرهم من القادة والشهداء المؤمنين بوحدة المصير ووحدة الهدف، لقد حفرت المقاومة في لبنان وفلسطين بشهدائها وقادتها بعمق في الذاكرة العربية، وأننا بأحرف من دم بلا تردد أو خوف أو رهبة سنسير على هذا النهج والدرب ومهما طال الزمان فإننا سنمضي حتما نحو الإنتصار.
google-playkhamsatmostaqltradent