recent
أخبار الساخنة

القدس تصرخ بوجه الاحتلال وأعوانه بقلم الحاج رفعت شناعة

الصفحة الرئيسية



الصرخةُ ليست صرخةَ رُعب أو تألُّم رغم الألم الشديد، وانما هي صرخةٌ مدويةٌ من أعماق أهل القدس، من شباب ونساء حركة فتح، التي وهبت نفسها وَكلَّ ما تملك من أجل الأقصى، وقبة الصخرة. وهي اليوم تخوض معركة فك السلاسل والأقفال عن مصلى باب الرحمة الذي أغلقه الاحتلال منذ 2003 تمهيداً لعزله عن المسجد الأقصى، والشروع بالتقسيم المكاني بعد أن كرَّس التقسيمَ الزماني على مرأى ومسمع العالم كلِّه بما في ذلك العالم الاسلامي والعربي.
إن المقدسيين وكما عوَّدونا دائماً أن يكونوا حماةً للقدس بكل مقدساتها الاسلامية والمسيحية أَبَوا إِلاَّ أن يكونوا مقاتلين من أجل كرامة وقدسية هذه الأرض المباركة، هَبُّوا هبَّةَ رجل واحد رجالاً، ونساءً، وشيوخاً، وأصروا على فتح مُصلَّى الرحمة المقدَّس، ونجحوا في الامتحان الصعب رغم جبروت الاحتلال، وجنوده المدججين بالسلاح، ليؤكدوا للاحتلال أنَّ أرواحنا رخيصةُ أمام أرض الانبياء، والاسراء والمعراج.
رفَع المصلون القرآن الكريم وكلمات الله اكبر وعلم فلسطين ليقولوا له، ولترامب المتمرِّد على كل قرارات الشرعية الدولية بأننا هنا باقون، ونحن مزروعون في أرضنا المباركة، ونتنفسُ الكرامة الوطنية، والانتماء الطاهر. من هنا من قدسنا، من عاصمتنا، من أقصانا، من قرب مقبرة الرحمة، ومصلى باب الرحمة. لقد عبَّر هذا الموقف الأصيل عن أصالتنا الفلسطينية والوطنية وصدق انتمائنا لعقيدتنا، وتراثنا، وأجدادنا.
ونحن نحيي أبطال معركة مصلى باب الرحمة لا يسعنا إلاّ أن نتوجه بالتحية والتقدير باسم كل شعبنا الفلسطيني في لبنان، وباسم حركة فتح قيادة وأعضاء للأخ المناضل والشجاع المدافع دائماً عن القدس والمقدسيين ناصر قوس الذي أصيب إصابة بالغة، وهو يكسر الاقفال والسلاسل من أجل الدخول إلى مصلى باب الرحمة. وبالأمس أيضاً قام الاحتلال باعتقاله رغم جراحه وآلامه وأجرى التحقيق معه، وردعه، إلاَّ أنهم سيدركون بأن ايماننا، وارادتنا، وتمسكنا بمقدساتنا وأرضنا اكبر من كل أشكال العذاب والمعاناة.
كما أننا من هنا من لبنان، ومن قلب المخيمات نوجِّه التحية تحية الوطن، والثورة، والعودة إلى قيادات القدس التي هي في حالة تأهُّب ومواجهة سواء أكانوا في المستشفيات، أو في المعتقلات، أم في  الاقامات الجبرية، ونخص بالذكر الأخ محافظ القدس وعضو المجلس الثوري عدنان غيث، والأخ عدنان الحسيني عضو اللجنة التنفيذية، والأخ شادي مطور أمين سر إقليم القدس المعتقل، ونشدُّ على أيدي كل الفتحاويين والمناضلين الساهرين على أمن وسلامة أهلهم، ومقدساتهم، وقضيتهم الوطنية الفلسطينية.
إنَّ صرختكم ستبقى مدوية تقرع مسامع جنود الاحتلال، ومنكم نتعلم الصمود، والصبر، والتضحية والنصر قريب بإذن الله.
نأمل من كل الذين يشككون، ومن كل المترددين، والمتشائمين أن يفهموا مضمون هذه  الصرخة الوطنية الفلسطينية.
وانها لثورة حتى النصر
الحاج رفعت شناعة
عضو المجلس الثوري
مسؤول الاعلام المركزي في لبنان
23/2/2019
google-playkhamsatmostaqltradent