recent
أخبار الساخنة

القيادة موحدة لا مُتحدة //بقلم ظافر الخطيب

الصفحة الرئيسية



اخيراً ستجتمع (القيادة الفلسطينية الموحدة)، و لا ندري حقيقة إن كان توقيت هذا الإجتماع جاء متزامناً مع بدء اجتماعات الحكومة اللبنانية من قبيل الصدفة ، ام أن لها مغزى سياسي؟ ومن مواقع الإلمام بطبع العباد وواقع الأحوال ،فإن علينا أن لا نحمل القيادة الفلسطينية (الموحدة) ما لا طاقة لها به، و أن التوقيت جاء بدون أي مغزى او رسالة الى الحكومة اللبنانية حول هموم وشجون الفلسطينيين في لبنان.
وبما أن (القيادة الفلسطينية) منسوبة الى الفلسطينيين في لبنان، فمن حق الفلسطينيين أن يعرفو حيثيات الإجتماع ووظيفته وجدول اعماله، وهل هو اجتماع سيغرد وحيداً بدون شقيقات تاليات له كتعبير عن جدية القيادة هذه المرة؟ والسؤال الأهم هو حول الملفات التي ستعرض على طاولة البحث، وهي ملفات كبيرة ، شائكة ، معقدة ، لكنها تظل سهلة امام معضلة مأسسة الإطار القيادي الفلسطيني، خاصة في ظل الإعتبارات العابرة للوطنية التي تحكم مكونات القيادة.
الجدية هنا لا ترتبط بأمكانية الإلتزام بعقد اجتماعات متتالية ولا باستعراض الصور التي تنضح بكمٍ من الضحكات الساذجة والإبتسامات الفارغة (المبكي المضحك)،بل بقدرة هذه القيادة على الحفاظ على اعلى درجات التماسك و التناغم بين مكوناتها و لفترة طويلة، وعلى محتوى هذه الإجتماعات التي يفترض بها أن تضع على طاولتها العناونين الفلسطينية الأساسية و يا حبذا لو أن هذه الإجتماعات او نقاشاتها وضعت المطولات السياسية جانباً خاصة وان المشترك الفلسطيني بين الجميع هو مواجهة صفقة القرن ورفض التوطين.
لقد تعرض الفلسطينيون في لبنان الى خسائر كبيرة خلال الأعوام السابقة،احدثت ضرراً كبيراً في البنية الإجتماعية وخلقت عوامل ومؤثرات (غير فلسطينية) عملت على احداث تغيير في صورة الشخصية الفلسطينية، اي أنها نزعت الفلسطيني عن فلسطينيته، وهو أمر تدركه القيادة الفلسطينية جيدا، وتعي اسبابه الحقيقية، ومسؤولياتها تجاهه، وبالتالي من المعيب والمخجل في ذات الوقت أن نرى هذا التدني في الحركة المضادة للافلاس و السقوط.
إن الملطوب من القيادة الفلسطينية اولاً ان تصارح الناس، إناسها الذين تدعي صفة المسؤولية عنهم، بحقيقة الاوضاع و بعجزها منفردة عن التصدي للتهديدات والمخاطر القائمة،وتسعى الى تعزيز قاعدة المشاركة من قبل كل مكونات المجتمع الفلسطيني أفراداً وجماعات، لا سيما اولئك المنكفئين الذين اختاروا المقاهي اللبنانية او الإنعزال والإبتعاد، فأولئك يمتلكون قدرات كبيرة على التفكير والعمل بأساليب جديدة يضاف اليها اولئك الذين راكموا الوعي والخبرة التي استحقوا من خلالها الشراكة
ان التصدي للملفات والعناوين التي تهم الإنسان الفلسطيني من خلال وضع برنامج صعود ياخذ بعين الاعتبار الوطني العام (القضية الفلسطينية و حق العودة)، الاجتماعي ،الإقتصادي ،الحقوقي ،الثقافي والتربوي هو امر ممكن واكثر من ضروري فيما لو خلصت النوايا قفزاً فوق الخفايا.
لسان حال الناس هو تماماً كحالهم إزاء القمم العربية، أي انها باتت لا تكترث باجتماع القيادة او عدم اجتماعها، ربما يهتم اللبنانيون باجتماع الحكومة و يترقبون قراراتها لذلك فإنهم يتابعون حركة القنوات الإخبارية ، في حين أن الفلسطينيون في لبنان هم غير مبالين بالبيان الختامي لاجتماع القيادة الفلسطينية الموحدة والغير متحدة ، خاصة وأن المطولات السياسية معروفة الديباجة والمحتوى.
google-playkhamsatmostaqltradent