recent
أخبار الساخنة

اعتصامٌ جماهيريٌّ حاشدٌ في بيروت إحياءً لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

المصدر – د. وسيم وني
اختارت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني يومًا دوليًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ويعود اختيار هذا التاريخ لتزامنه مع اتِّخاذ الجمعية القرار (181) في العام 1947، والذي أصبح يُعرَف بِاسم" قرار التقسيم".

تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في يومه الدولي، وتحت شعار "دعمًا للمقاومة، ورفضًا للتطبيع"، نظَّمت الفصائل الفلسطينية ولقاء الأحزاب اللبنانية اعتصامًا جماهيريًّا حاشدًا، أمام مبنى الأمم المتحدة "الإسكوا" في الوسط التجاري لمدينة بيروت، عصر اليوم الجمعة 30 تشرين الثاني 2018.

وشاركت في الاعتصام شخصياتٌ وكتلٌ نيابيّةُ لبنانيّةٌ، وقادة الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، تقدَّمهم أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وأعضاء قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان، وقيادة حركة "فتح" في منطقتَي بيروت وصيدا بكافة أُطُرها التنظيمية والأمنية ومكاتبها الحركية، وممثِّلو الجمعيات والهيئات والتيّارات والحملات والمؤسّسات الأهلية اللبنانية، وممثِّلو اللجان الشعبية، ورجال دين وأئمة ومشايخ، والفرق الكشفية وأشبال وزهرات حركة "فتح"، وحشود شعبية فلسطينية ولبنانية، وحشد إعلامي واسع.

بدايةً ألقى رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" حنّا الناشف كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، جاء فيها: "عجبًا لهذه الأنظمة العربية، تلك التي تساوم على فلسطين وتترك الفلسطينيين يتعرَّضون لأسوأ أنواع الاضطهاد والتنكيل والفتك على يد آلة القتل الصهيونية كلَّ يوم! عجبًا للأنظمة العربية تلك التي رفعت يومًا شعار (لا تفاوض لا صلح لا اعتراف)، ونراها اليوم تهرول صاغرةً إلى الصلح والتطبيع مع العدو الصهيوني! سفحت كرامة هذه الأنظمة الفاسدة المتهالكة التي تمرغ وجهها على أعتاب العدو الإسرائيلي لتنال رضاه، ولِتتآمر علنًا على فلسطين، ولتجود بالأموال الطائلة التي تبيّضها أميركا لتُرسلها إلى (إسرائيل) آلاتِ فتكٍ حربيّةً وقنابل ورصاصًا لقتل الفلسطينيين! إنَّ هذه الأنظمة الساقطة أخلاقيًّا وإنسانيًّا وقِيَمَيًّا وسياسيًّا لا تُمثِّل، بل تخون إرادة الشعوب العربية التي لن تتخلَّى أبدًا عن فلسطين".

ثُمَّ كانت كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها ممثِّل حركة "حماس" د.أحمد عبدالهادي، فقال: "منذ قرن رسمت صفقة خارطة منطقتنا، وكانت على حساب حقوق شعوبنا، وعلى حساب عِزّتنا وكرامتنا، ومهَّدت تلك الصفقة لإنشاء كيان عنصري صهيوني في أرضنا فلسطين على حساب حقوقنا وثوابتنا. واليوم ترسم صفقة جديدة لكي تكمل المشوار التآمري يُراد من خلالها استكمال مُصادرة مقدَّراتنا وعزّتنا وكرامتنا، ويُراد لها أن تُنشِئ دولة يهودية عنصرية كبرى على حساب حقوقنا وعلى حساب ثوابتنا، لكنَّ الميدان غير الميدان، والواقع غير الواقع، والرجال غير الرجال، فمن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه".

وأضاف: "كيف تمرُّ هذه الصفقة وشعبنا صابرٌ يتمسّك بثوابته لا تُغريه المساعدة الإنسانية، وإن كان بحاجة إلى أن يقف معه كلُّ الناس، ولن ترهبه العصا الصهيونية التي تكسَّرت على صخرة إرادته وعزيمته؟! كيف تمر هذه الصفقة ومقاومة شعب فلسطين، وخصوصًا في الفترة الأخيرة، من خلال معركة بطولية أفشلت عملية صهيونية استراتيجية كان يُراد من خلالها ضرب عمق المقاومة الفلسطينية؟!".

أمَّا كلمة المقاومة في لبنان فألقاها سعادة النائب نواف الموسوي قائلاً: "نقفُ هُنا لنعلن أنَّنا ما زلنا على الموقف نفسه وفي الدرب نفسه. إنَّ المحاولات التي بُذِلَت ولا تزال تُبذَل لإلغاء حقيقة الصراع في المنطقة قد باءت بالفشل بفضل الدم الفلسطيني المقاوم، اليوم تجتمع كلمة فلسطين على المقاومة، ونقف وراء فلسطين المقاومة بكل ما أوتينا من قوّة. في السابق دفعنا ما يكفي من أجل أن نزوِّد الشعب الفلسطيني بما يحتاج إليه في مواجهة العدو، وقد رأينا بالأمس الصواريخ التي أسقطت كتيبة الدبابات في وادي الحجير، ونفس الصواريخ أسقطت باصًا في غزة".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها أمين سرها وسر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، قال فيها: "اليوم، نلتقي هُنا في قلب بيروت وأمام "الإسكوا" تحت عنوان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا للمقاومة ورفضًا للتطبيع، هذا العنوان الذي نلتقي اليوم فيه نحيي من بيروت فلسطينيين ولبنانيين اجتمعوا من كلِّ المخيّمات، ومن كل المدن اللبنانية ليؤكِّدوا في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ثوابتنا الوطنية والقومية والإسلامية، ومعنا كل الأحرار في العالم. نعم يتزامن صدور هذا القرار في العام ١٩٧٧ باعتماده يومًا عالميًّا للتضامن مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ حقه في قيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وحقه في عودته إلى أرضه، هذه الحقوق غير قابلة للتصرُّف، لذلك نؤكِّد أنَّنا اليوم في هذه المناسبة أنّه إن كان في لحظاتٍ من التخلّي قد مرَّ مشروع بلفور المشؤوم الذي أسَّس لقيام الكيان الصهيوني يجب علينا جميعًا أن لا نسمح بأن تمرَّ (صفقة القرن)، والتي أطلَقَ عليها الرئيس محمود عبّاس (صفعة العصر). هذه الصفقة لن تمرَّ ومستلزمات مواجهتها واضحة للجميع، أولها الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام البغيض لأنّ في الوحدة حياة، وفي الانقسام ضعف ووَهْن وموت، ونحن شعب نقاتل من أجل الحياة. وثانيًا وحدتنا في الوطن العربي الأكبر، الوحدة الإسلامية والعربية، ولدينا الكثير من الأصدقاء الذين يضحون من أجل فلسطين في كلِّ المحافل الدولية".

وأضاف أبو العردات: "نحنُ اليوم قد رفضنا وأعلنا منذ البداية في "م.ت.ف" رفضَنا لهذه الصفقة المشؤومة، وأنَّنا سنناضل من أجل إسقاطها، وأنَّ قرارات الإدارة الأميركية ضد الشعب الفلسطيني يجب أن نواجهها مُتّحدين من أجل إسقاطها، ويجب أن تتحرَّك جميع المؤسسات والأحزاب والتنظيمات ضد هذا المشروع الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وألقى كلمة كتلة التنمية والتحرير سعادة النائب في البرلمان اللبناني محمد خواجة ممَّا جاء فيها: "إنَّ تضامننا مع شعب فلسطين في يوم التضامن في مدينة بيروت، عاصمة المقاومة والوطن، هو من الأمور البديهية، فلطالما كان لبنان وفلسطين متشابكين في المقاومة والدم، كما هما متشابكان بالجغرافيا والتاريخ. وفي هذا اليوم نُعلنُها بصوت عالٍ: نحن مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه المشروعة بالعودة إلى أرضه ووطنه، هذا الوطن الذي لن يكون مرتعًا للمستوطنين الصهاينة القادمين من كلِّ حدب وصوب".

وتابع: "إنَّ الموقف التضامني لا يُنسينا حجم المخاطر المحيطة بالقضية الفلسطينية عبر ما يُسمّى بـ(صفقة القرن)، خاصّةً أنَّ هذه الصفقة تقوم على معادلة واضحة: (أنَّ كل شيء للإسرائيليين ولا شيء للفلسطينيين)!، وتزداد المخاطر في ظلِّ وجود إدارة ترامب التي أقدمت على جملة إجراءات تمهيدية للصفقة الملعونة، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمةً أبدية للكيان الصهيوني وبيهودية الدولة، وقطع المساعدات عن "الأونروا"، ولم تكتفِ الإدارة الأمريكية، بل عمدت إلى الضغط على حلفائها العرب من أجل تطويع الفلسطينيين للتنازل عن حقهم، ولا سيما التنازل عن حقهم في العودة إلى أرضهم ووطنهم. وفي ظلِّ هذه الأوضاع نُعلنُها بأنَّنا مع خيار المقاومة انسجامًا مع الموقف الجريء الذي أعلنه دولة الرئيس نبيه بري بأنَّنا لا نملك سوى خيار المقاومة دفاعًا عن فلسطين وعن أوطاننا".

وفي نهاية الاعتصام سُلِّمَت مذكرةٌ بِاسم الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية إلى ممثِّل "الإسكوا" في بيروت.

google-playkhamsatmostaqltradent