recent
أخبار الساخنة

غزة.. شقيقان يصمّمان أثاثاً منزلياً بأفكار من الطبيعة (تقرير)




داخل كوخ صغير مشيّد من ألواح الصناديق الخشبية المُهملة على سطح منزلهما بمدينة غزة، يتعاون شقيقان فلسطينيان في صناعة قطع أثاث منزلي يستوحيان أفكارها من الطبيعة. يبدأ الشقيقان هبة (23 عاماً) ونضال (20 عاماً) النخالة، بتثبيت جذوع خشبية من أشجار الزيتون والصنوبر، على لوح خشبي سيشكّل لاحقا، سطحاً لطاولة منزلية صغيرة. ( Mustafa Hassona - وكالة الأناضول )


غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

داخل كوخ صغير مشيّد من ألواح الصناديق الخشبية المُهملة على سطح منزلهما بمدينة غزة، يتعاون شقيقان فلسطينيان في صناعة قطع أثاث منزلي يستوحيان أفكارها من الطبيعة.

يبدأ الشقيقان هبة (23 عاماً) ونضال (20 عاماً) النخالة، بتثبيت جذوع خشبية من أشجار الزيتون والصنوبر، على لوح خشبي سيشكّل لاحقا، سطحاً لطاولة منزلية صغيرة.

تلك الجذوع تم تقطيعها على شكل حلقات دائرية، دون أن يتم إعادة تدويرها، لتبدو الخطوط الطبيعية بيضاوية الشكل داخل الخشب، ظاهرة.

وباستخدام طلاءٍ بنيّ مُخفّف، يلون الشقيقان الجذوع الخشبية حتّى تأخذ لون الخشب الطبيعي لكن بمظهر برّاق.

ويعرض الشقيقان داخل الكوخ الصغير عدة أنواع من قطع الأثاث المنزلي المصممة باستخدام الخشب الطبيعي غير المُعاد تدويره؛ مثل السلال، وأطباق الطعام، والصواني، وإكسسوارات تُعلّق على الأبواب والجدران، وعلب لحفظ المناديل الورقية، و"براويز" (إطارات) للصور، ومرايا.


**مشروع اقتصادي صغير

ولدت فكرة هذا المشروع الصغير الذي يُطلق عليه الشقيقان اسم "أنتيكا"، بعد أن نجحا في صناعة برواز خشبي قدماه هدية لوالدهما؛ ولاقى إعجاباً كبيراً من المحيطين بهما.

بساطة التصميم والأدوات المستخدمة، وفكرة دمج الطبيعة بالأثاث، كانت جميعها عوامل شجّعت الشقيقان على التخطيط لافتتاح "أنتيكا".

وبدأ المشروع بتصميم أفكار صغيرة على أوراق وعرضها على الأهل، ومن ثم التخطيط لنوعية الخشب الذي سيتم استخدامه؛ ليكون التنفيذ في المرحلة الأخيرة عقب دراسة كافة جوانب العمل.

"هبة"، خريجة جامعية من قسم "الخدمة الاجتماعية"، تصف المشروع الصغير بـ"الناجح"؛ وذلك لإقبال الزبائن على شراء منتجاتهما الخشبية.

وتعتبر "هبة" هذا المشروع بديلاً عن عملها في مجال تخصصها، بعد أكثر من عام قضته عقب تخرجها من الجامعة دون عمل.

وتقول في حديث للأناضول: "خلال هذا العام، عملت متطوعة في مؤسستين تعملان على تقديم الخدمات الإغاثية للسكان، لكن دون أن أجد عملاً يوفر مصدر دخل لي".

وتوضح أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فإن الآلاف من خريجي الجامعات في قطاع غزة انضموا لجيش "البطالة".

ووجد الشقيقان دعماً من والديهما لافتتاح هذا المشروع وتوفير معدّاته، لكنّهما وقفا على قدميهما سريعاً، كما تقول هبة.











وتشعر هبة بالسعادة لأنها نجحت في إيجاد فرصة عمل لها ولشقيقها في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وبنبرة تنبض فخرا، تقول هبة إن قطع "أنتيكا" الخشبية دخلت عشرات المنازل في قطاع غزة، ولاقت إعجاب الكثيرين.

وتطمح هبة بمساعدة شقيقها نضال لتطوير فكرة مشروعهما ليغطي منتجاته كافة مناطق قطاع غزة.

ويستخدم الشقيقان أنواعاً مختلفة من الخشب الطبيعي لصناعة قطع الأثاث المنزلية أبرزها "الزيتون، والتين، والسرو، والصنوبر، والليمون"؛ حيث يحصلان على أحجام مختلفة من تلك الأصناف الخشبية باستخدام منجرة.

وواجه مشروع "أنيكا" العديد من العقبات، شأنه في ذلك شأن بقية المشاريع الاقتصادية في قطاع غزة التي تتأثر بالظروف المحيطة، وخصوصا الحصار الإسرائيلي للعام الـ(12) على التوالي، بحسب نضال.

أزمة الكهرباء شكّلت، وفق نضال، تحدياً كبيراً للشقيقين، حيث أن تصميم العديد من القطع الخشبية كان يحتاج لأدوات وآلات كهربائية.

ويقول للأناضول: "كنا في بعض الأوقات نعمل تحت ضغط وقت وصل التيار الكهربائي حتى نتمكّن من إنجاز الكثير من العمل".

لكنّه ورغم ما يصفه بـ"ضغط الوقت"، يؤكد نضال على حرصه وشقيقته على جودة ومتانة القطع الخشبية.

كما يشكو نضال من عدم توفر بعض المواد اللازمة في أعمال تصميم القطع الخشبية، بسبب الحصار الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه يعوض تلك المواد بمواد أخرى.

وفكرة التسويق التجاري شكّلت تحدياً آخرا للشقيقين، حيث رفضت عدة محال تجارية عرض منتجاتهما، لكن ساعدهم في ذلك التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من ذلك موقعيْ "فيسبوك" و"تويتر".

أسس الشقيقان صفحة عبر تلك المواقع تحت اسم "أنتيكا هوم"، يعرضان عبرها المنتجات الخشبية.

ويبيّن نضال أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها غزة يدفع الشباب لتأسيس مشاريع صغيرة خاصة بهم.

ويؤول مصير العشرات من المشاريع الاقتصادية في القطاع إلى الفشل والخسارة، بسبب انعدام السيولة لدى المواطنين، وارتفاع نسبتي الفقر والبطالة.

ووفق تقارير لمؤسسات دولية، فإن 80 بالمائة من سكان القطاع باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش، ولا يزال 40 بالمائة منهم يقبعون تحت خط الفقر.

وتفرض إسرائيل حصارا على سكان غزة منذ نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته منتصف يونيو/ حزيران 2007.
google-playkhamsatmostaqltradent