recent
أخبار الساخنة

أبوعمار في عيون رفيقات درب الكفاح والعطاء


تقـرير ــ وليد درباس
أبوعمار فارس ترجل ، مآثره تشهد له، حازعلى ثقة ومحبة وإحترام شعبه ، وله في قلوب الفلسطينيات معزة خاصة وهو القائل "المرأة حامية نارنا المقدسة"، اما عن الفتحاويات فله مواقف وذكريات وانطباعات لا تنسى.

أبوعمـارعنوان الثـورة والعـزة والكـرامـة

تتزاحم الذكريات في ذهـن عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أمينة سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ـ فرع لبنان "آمنة سليمان" بسؤالها عما يحضُرها في ذكرى إستشهاد ياسرعرفات، وهي التي جمعتها به الكثير من المحطات.

تستجمع فيه كل الأوصاف وتحاول إختزالها ، فتقول " في ذكرى استشهادك حاولت جاهدة أن اصفك ، ولكنني لم أجـد ماهـو أبلـغ من أبيات الشاعـربدرشاكر السياب:

في قلبِه تنوُّرٍ

النارُفيه تُطعم الجياع

طَوَفانه يُطهِّرُالأرضَ من الشرور

ومقلتاه تُنسجانِ من لظى شراع

تُجمعان من مغازل المطرخيوطه

ومن عيونٍ تقدح الشرر".

قالوا في وصفك ما قالوا، لكنهم ما يوما ـ وأنا منهم ـ إلا استعاروا وصفًا لمعرفة فعل إسمك يا ياسر الجاسر، الرفق، البناء ، الرزين، الرصين، الوقور، الذي عمَّر ولم يهدم، وكان بلسما لآلام الكثيرين من أبناء شعبنا".

وتضيف مُخاطبة روح الشهيد " ثُرتَ على الطغيان ، ورشحْتَ بزيت زيتون الكرامة والإباء ، وبحضنٍ دافئٍ أحتضنت كل أطفال فلسطين حانيًا مستبشراَ بغد أفضل، وما كنت يوماَ حالماَ إلا بتحريرالارض ، عَشِقْت الأرض الفلسطينية، وقاتلت في سبيلها، ورفضت المساومات، وكنت تردد دائماَ ليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرِّط بتراب القدس.

أنت من علَّمْتَنا كيف تنمو في أحشائِنا سنابلَ القمحِ وأغصانِ الزيتونِ، لتطرحَ محصول الثورةِ والعزَّةِ والكرامة. صنعْتَ معك رجالاً تُزَلْزِلُ بإيقاعِ أقدامَها صهوةَ الجراح النازفة. علَّمْتنا الثورة وطلقتها الأولى وبأن فلسطين دوما ومدى الدهـرستبقى أبية شامخة. معكَ انبعثنا من رمادِ الركون والإنصياع إلى إضاءة شعلة البحث الدائم عن الحرية لأرضٍ كرومها تطرح كرامة وثمارها نقية".

وختمت قائلة "كيف لنا للعودة سبيلًا إلا على نهجك. فمن مشى بغيره سيموت بالخيانةِ لفلسطينَ عليلا. فثورتنا وُجِدَتْ لتبقى وتنتصر وستنتصر طالَ الزمان أو قَصُرْ. وهذا النهج هو نفسه الذي أنتهجه سيادة الرئيس أبو مازن في مسيرتِهِ النضالية متمسكا بالثوابت الوطنية الفلسطينية".

أبوعمار نصيرُ للمرأة ورمـز وطني وأُممي

كانت عضوة لجنة اقليم حركة فتـح ـ لبنان ، امينة سر المكتب الحركي للمرأة المناضلة "زهـرة ربيـع"، من اللواتي واكبن زمن الشهيد ابوعمار، وألتقته في أكثرمن مكان ومناسبة. وتستذكرربيـع العديد من الأحداث التي جممعتها بالرئيس الشهيد فتقول "مازلت اذكر حديثه مع الاخوات على ظهرالسفينة يُهدئ روعهن خلال مغادرة بيروت العام 1982 ، حيث قال " إحزروا لوين إحنا رايحين ، بطمنكن ياخواتي على القدس .. رايحين على فلسطين"، وإبان معارك الدفاع عن القرار الوطني المستقل في طرابلس شمالي لبنان ، كنا نهرب من القصف ونتنقل من بيت لآخر، وفي حي الزاهريه حط بنا المطاف عند غرفة دخلناها وإذ بأبوعماريجلس فيها يقرأ القرآن ، فألتفت إلي ، وأشار بيده قائلاَ "أهلين ياختي هنا ... هنـا " وأجلسني لجانبه، وقال لي بكل ثقـة "راح نطلع عشان اخواننا اللبنانيين ... إحنا بلدنا فلسطين، راح نرجع عليها وراح ننتصر"، وتعود بها الذاكرة الى محطة حصار طرابلس فتقول" كان أبوعمارإنسانياَ ، متواضعاَ وحنوناَ وحريصاَ علىجميع من كانوا معه ، فكان لاينام قبل تفقد احوالهم ، وسؤالهم (أكلتـوا ؟).

وتضيف "لقد كان الرئيس الشهيد نصيراَ كبيراَ للمرأة، وآمن بعظمة واهمية دورها، وهو القائل (المراة هي الجبهة الداخلية ، وهي سياج الوطن وتحمي الثورة الفلسطينية".

وتؤكـد ربيـع "أن إنتصارالفدائيين بقيادة الخيتارعام 1967 في معركة الكرامة ضد العدو الاسرائيلي أعاد للعرب كرامتهم، وتضيف " لقد ترك أبوعمار اثراَ كبيراَ في شعبه، ويكفي ان بعض الشعوب تنتفض على زعمائها إلا الشعب الفلسطيني ، بقي متمسكا بالزعيم أبوعمار، فالرئيس الشهيد كان عنوان توافق واجماع ، جعل خصوصمه يختلفون معه ولا يختلفون عليه ، وكان بحق قائداَ ملهماَ وزعيماَ وطنياَ وعربياَ ، ومن زعماء حركة التحريرالوطني العالميه ، وستبقى كلماته ومواقفه نبراساَ نستشهد بها وبوصلة تشدنا نحو فلسطين".

لقاء ابو عمار حلم تحقـق

تعلُقها بأبي عمار كاد أن يجرها لخلاف مع والدها ، إذ اصرت على اطلاق اسم ياسر على مولود العائلة بدلا من ثائر ، وبعد اللجوء الى القرعـة فازت وحمل شقيقها اسم "ياسر".

هي أمينة سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة صيدا المناضلة "عليا العبداللـه" التي تربت في كنف أسـرة وطنية مناضلة ، فوالدها كان عضواَ في حركة القوميين العرب ، وشقيقها أعتقل أثر احداث الأردن لمدة عام، ولها ابن عم شهيد، أ، ما خالها فهو المناضل عبد مصطفى شعلان ، وهو اول فلسطيني ينفذ عملية استشهادية في معركة وادي ورد.

حتى قبل التحاقها بصفوف حركة "فتـح" عام 1968، كان التوق يشدُ الاخت عليا للقاء قائد الثورة الفلسطينية ابو عمار، لـذا فبمجرد أن تناهي لسمعها انه سيحضرحفل تخريج في جمعية المقاصد ، أصرت على الذهاب لمشاهدته ، وكانت آنذاك تعمل في قسم جهاز اللاسلكي في حركة "فتـح" الكيتبة الاولى ، فأستجاب لإلحاحها الحاج اسماعيل ، وسمح لها بالإقتراب من سيارة ابي عمار لتُسلم عليه، وكان اللقاء الثاني في العام 1981 ، حين أصيبت أصابة بليغة خلال مشاركتها باسعاف الجرحى جراء قصف طيران العدو الاسرائيلي موقع الجبهة الديمقراطية في عين الحلوة ، وحضر أبوعمارفورعلمه بالخبر لزيارة الجرحى في مستشفى "راشـد خوري" ، أما اللقاء الثالث فكان في غـزة بعد إتفاق أوسلو ، حيت تناولت ومن معها السحورمع الرئبيي الشهيد الـذي استمع لحاجاتهم وأوعز للجنة أطباء غزة بإجراء ما يلزم، وفي وصفها لمناقبية ابوعمار تقول العبداللـه ( لم يكن ياسرعرفات إنساناَ عادياَ في حياتنا ، بل كان المثال الذي نحتذي بـه ، كنا نراه يعمل بشكل دائم، ويزور المقاتلين في مواقعهم ، ويستمع لشكواهم وحاجاتهم ، يتفقد الجرحى ويحنو على الأطفال ، ولا سيما أبناء الشهداء ، عرفناه حنوناَ متواضعاَ وتعلمنا منه الصبر، والعطاء ، والوفاء ، والعنفوان وأخـذ القـرار) ، وتختم حديثها قائلة "لم يفرق أبو عمار بين رجل وإمرأة ، وقال "المرأة حارسـة نارنا المقدسـة" ، وهو الذي حول اللاجئين إلى ثوار أحـرار ، وبات بعهده لفلسطين علم ونشيد وطني وحضورفي مؤسسات الشرعية الدولية".

أبوعمـارعصي على الكسروالنسيان

قلما تجد في صفوف الثورة الفلسطينية من لايحمل ذكرى تخصه ، جمعته بابي عمار، ومن بينهم مسؤولة مؤسسة الكرامة للمعوقيين "باسمة عنتر" التي التحقت بحركة فتـح في العام (1969) ، رأت الختيار للمرة الأولى في العام 1972، ويومها فوجئت به يدخل للقاء الأخوات في الهيئة العامة للاتحاد العام للمراة الفلسطينية في إجتماعهم ببيروت ، وقال حينها فور رؤيتها (خطَي البنت دي صُغَيَرة أوي) ، وبالكاد تبلغ الـ (13) عاماَ آنذاك ، اما المرة الثانية فكانت خلال دراستها الطب في موسكو ، حيث التقى ابوعمارالطلاب الفلسطينين ، واكـد على أهمية دورالمتعلمين والطلبة في حمل راية الثورة والإستمرارفي النضال حتى النصر"، وتضيف "رأيته للمرة الثالثة في مشفى "راشد خوري" حيث كان والدي يتلقى العلاج، وشعرت حينها كم كان ابوعمار أنساناَ متواضعاَ ، وحنوناَ ، وانسانياَ يُقبل جباه الجرحى، ويتنقل بينهم مطمئنا الى أحوالهم ومن بينهم والدي"، وتنوه عنتـر بحرص الرئيس الشهيد على متابعة كل أمـر وحدث سياسي وعسكري واجتماعي ونسائي، وثقافي وغيره ، وتضيف في العام (1982) وتزامناَ مع العدوان الإسرائيلي وقطعه الطريق بين بيروت وصيدا ، كنت موفـدة أنا وبعض الأخوات من لبنان وأقليمي سوريا والأردن ، للمشاركة في دورة "محوأمية" في فندق بمنطقة "الحمرا" ، وحصل أن غادرالمشاركون بإستثائنا ، وفـورأن علم ابو عماربحالنا أوعـز فـورا ببقائنا في الفندق وعلى نفقة "م ـ ت ، ف" ، وأقـربصرف إعتمادات مالية لنا "، وتقول "كان ابوعماربحجم وطن ، مفجرالثورة وخيرمن جسد الوحدة الوطنية، وكرس نهج ان تحريرالقدس وفلسطين يتم بتقديم التضحيات من شهداء وجرحى".

وتنهي بالقول "على عهدك يا أبوعمارسائرون حتى تحريركل فلسطين ، وسينقل أبناء فلسطين جثمانك إلى ثرى القدس ، وعزاؤنا برحيلك اليوم أن الرئيس محمود عباس موجود ، وأن أحدا يشُدُ أزرنا ويقف معنا ، يدافع عنا وعن حق شعبنا في العودة وإقامة دولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس".








google-playkhamsatmostaqltradent