recent
أخبار الساخنة

*عين الحلوة:اوسلو اطلق الهجرة الطوعية فهل تفجر صفقة القرن الهجرة الاجبارية بقلم محمد بهلول*

الصفحة الرئيسية


قد يكون الوقت قد تجاوز السؤال الذي يطرح عادة على اللاجىء الفلسطيني في لبنان....لماذا تهاجر..؟الى السؤال الاكثر ملائمة لتوصيف الواقع الوطني و الادق تحديدا للظروف الانسانية و المعيشية...الا و هو....لماذا لا تهاجر...؟
منذ اوسلو(1993)وانتقال ملف اللاجئين مع غيره من الملفات الجوهرية في الصراع الفلسطيني_الاسرائيلي الى المفاوضات النهائية...شعر اللاجئون الفلسطينيون و لا سيما في الخارج الى انهم اخرجوا عنوة من دائرة التاثير و المشاركة(اهداف و اداء)من العملية الوطنية التحررية.
وما المقولة البيريزية (شيمون بيريز)بعد سنة من توقيع اتفاق اوسلو حول الحل العادل لقضية اللاجئين و التي تحولت لاحقا الى روية و سياسة معتمدة للنظام العربي الرسمي (ضمنا الفلسطيني)من خلال مبادرة السلام العربية 2002 الا دليلا على صوابية مشاعر اللاجئين  بخروجهم شبه التام من المعادلة و صدق رؤيتهم الفطرية بانعدام الفرص امام انجاز حق العودة بتوافق دولي و عربي رسمي.
هذه الخلاصة مهدت منذ الايام الاولى لتوقيع اتفاق اوسلو الى تحلل الوحدة البديهية للمكونات الجغرافية الفلسطينية .و تحول كل مكون الى وحدة قائمة بذاته,انما دون ان يتمكن من صياغة مشروعه الخاص المتضمن تكثيفا لاهدافه و تحديدا لادائه و مؤسساته  و تشكيلا لقيادته,بل بتنا امام تفسخ المكونات مع بقائها في اطار وحدة شكلية تحت سقف اتفاق اوسلو و عدم القدرة على تجاوزه و التمرد عليه .رغم تناقض المصالح بين ما يطرحه اوسلو و ما تسعى اليه الغالبية الشعبية لكل مكون.
هنا بدات حالة التملل ما بين القاعدة الشعبية و الحالة الفصائلية و انتقلت العلاقة بينهما من التكامل و المشاركة الى الاستخدامية و تبادل المنافع وصولا الى التناقض الحاد بعد التدني التدريجي بالقدرة او الرغبة عن تقديم الخدمات,و لعل الاداء الفصائلي على امتداد الاعوام سواء الرسمي المنخرط في اتفاق اوسلو او المعارض له ,لكن المنضوي تحت لواء مؤسساته قدم بالدليل الملموس كل ما يخدم توسيع الهوة بين الفصائل و الناس الى حد الياس الشعبي الشامل من امكانية الرهان على تحقيق انجازات وطنية ملموسة للاجئين.
اوصل اوسلو الاول الى معادلة الهجرة الفردية الطوعية ملاذا اي خلاصا من واقع افقه الوطني مغلق تماما و تامين وسائل المعيشة الضرورية تزداد صعوبة يوما اثر اخر.
مختلف الاطراف المعنية بنجاح اتفاق اوسلو عملت على تلازم مسارين محددين,
*الاول*:تغيير الواقع الاجتماعي و الاقتصادي و توائم الوعي الجمعي الفلسطيني داخل المناطق المحتلة مع متطلبات الاتفاق.
*اما المسار الثاني*:ركز على تراكم الحل المتدرج لقضية اللاجئين من خلال تشتيت جغرافياتهم الى وحدات قائمة بذاتها لكل منها خصوصيته ومتطلباته للحل سواء من خلال التوطين في الدول المضيفة او اعادة التوزيع على اماكن اخرى.
حجر الزاوية في المسار الثاني (قضية اللاجئين)تمثل باستهداف مركز على وكالة الانروا باعتبارها رمزا لوحدة اللاجئين و عنوانا لقضيتهم.
الاستهداف بدا مع التوقيع على اتفاق اوسلو من خلال التوالد الفطري لمؤسسات المجتمع المدني و تدفق المال الغربي الى المخيمات و تجمعات اللاجئين داخل و خارج المناطق المحتلة.
هذا التمويل اكد ان الاستهداف اللاحق للانروا له دوافعه السياسية لا المالية (كما اعلن) لان اقل من نصف التمويل الذي يصل الى مؤسسات المجتمع المدني قادر على تامين موازنة مستقرة و ذات فعالية للانروا.
اما الاهداف الاخرى من تمويل مؤسسات المجتمع المدني ,فكانت بالعمل الحثيث و المتواصل على تشكيل وعي لدى اوساط كبيرة من اللاجئين على  حاسمية قضايا هامشية تمس فئات محددة(مراءة..شباب.الخ)على حساب القضية الام اي التحرر الوطني و هو ما شكل شبه بيئة حاضنة لاي حل يتمحور على فكرة الحقوق الفردية و تحسين الظروف المعيشية.
على مدار خمس و عشرين عاما من عمر اوسلو الاول تحققت نجاحات كبيرة و حصلت اختراقات جادة في الوعي الجمعي الفلسطيني تمثل بشكل خاص في ايجاد بنية اجتماعية اقتصادية داخل المناطق المحتلة امتزجت مصالحها الفردية مع حلول اوسلو....و اتسع نطاق انتشار بيئة حاضنة في اوساط اللاجئين تملكها الياس من انجاز حق العودة و باتت على استعداد للتعاطي الايجابي مع الحلول المقترحة و احيانا المتخيلة لامتزاج الحق و المصلحة الفردية مع ضبابية مفتعلة للوجدان الوطني المنشود لاحقا.
بعد كل هذه المتغيرات .تاتي صفقة القرن لقطف الثمار .
ان صفقة القرن هي امتداد فعلي لاتفاق اوسلو.بل هي بالحقيقة,تحويل قضايا الحل النهائي الى المسرح العملاني التطبيقي دون مفاوضات و و ضجيج التوقيع المفتعل,
صفقة القرن و التي من الممكن تسميتها ايضا ب اوسلو الثاني هي المرحلة النهائية لاوسلو الاول و امتدادا عضويا له ,ما يعني تشكيك بكل التقديرات عن تناقض او تصادم بين الاوسلويين و صفقة القرن .
عين الحلوة هو النموذج الصاخب و المثالي عن الرؤية الاوسلوية لقضية اللاجئين,
ما حصل على امتداد العمر المديد لاوسلو الاول من عبث مسلح و ضغوط امنية و ماساة معبشية و ندرة تصل الى حد انعدام الخدمات الاساسية,مع غياب اي مشروع جدي مقنع في الحالتين الوطنية الفلسطينية او اللبنانية المضيفة تجاه حق العودة ادى الى انقسام اللاجئين في لبنان الى اقلية استخدامية ملحقة بالمشاريع السائدة فلسطينيا و اقليميا و غالبية ساحقة يائسة تبحث عن حل فردي لم تجده الا في غمار الهجرة الى المغتربات المتحضرة.
*في ظل اوسلو الاول بات ثلثا اللاجئين مهاجرون,و ها هي صفقة القرن تقترب لتبتلع الثلث المتبقي ضمن ايقاع زمني سريع و نار تبدو مشتعلة,كما تشير كل المعطيات* .
الاستقطاب البشري(النزوح من..الى..)والتجهيز اللوجستي واعادة صياغة التحالفات في المخيم على ارضية المشترك السياسي اللحظوي و الالتقاء المصلحي و النفوذي و اتحاد المتضررين....كلها مؤشرات لا تخفى عن اعين اي مراقب عادي و لا تؤشر الا الى قرب العبث الامني.
الاطراف المحلية و التي تضلل علاقاتها الاستخدامية بالمحاور و اصحاب المشاريع بما في ذلك بعضها المشبوه بالحديث عن صراع الخيارات السياسية الاستراتيجية  و تتلاقى مع رغبة لبنانية فجة و صريحة بالهبوط العددي للاجئين الفلسطينيين الى الحد الاقصى الممكن.
*الهجرة الى المغتربات قد تكون الحل العادل للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفق رؤية النظام الرسمي العربي و يجب تطبيقها طوعا او اجبارا*.
يقال ان الهجرة حق فردي مكتسب.لكن عندما تجبر عليه مباشرة او مواربة يصبح واجب عليك تطبيقه.
*يضاف تضليله بوعي زائف و مفتعل حول الدور الحاسم المنتظر للجاليات في المغتربات في انجاز قادم يوما ما لتحقيق حق العودة*

google-playkhamsatmostaqltradent