recent
أخبار الساخنة

خاص: هذه أسباب انتشار التلاسيميا في "برج الشمالي"

وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيل


اصفرار الوجه وشحوب البشرة وتسارع دقات القلب، هي ليست وحدها مشاكل مرضى نقص الدم، فهذه الأعراض مصحوبة بالألم الشديد الذي شبهه بعض الأطباء بألم الولادة، إلى جانب احتمالية إغلاق أوعية الرواية والفشل الكلوي والتهابات العظام.

نقص الدم الوراثي المشهور بنوعيه التلاسيميا والمنجلي جراء تكسر كريات الدم الحمراء، ونقص المادة الحمراء " الهموجلبين"، ينتشر بشكل كبير في مخيم برج الشمالي الذي أصبح معروفا باسم "مخيم التلاسيميا" لارتفاع عدد الذين يعانون من مشاكل الدم نتيجة ارتفاع نسبة زواج الأقارب.

هذه المشكلة دفعت "وكالة القدس للأنباء" إلى زيارة المخيم والتعرف على معاناة الأهالي، في هذا السياق تقول أم عمر: "حين يصاب ابني بالألم أموت ألف مرة هو يصرخ وأنا أبكي ولا أستطيع فعل أي شيء، وفي كثير من الأحيان أنقله إلى المستشفى ولا أجد دكتور دم، ما يحتم علي العودة به إلى البيت، لأن المستشفى غير قادرة على تقديم العلاج، فافقد سيطرتي وأبدأ بالبكاء لعجزي أمامه وهو يصرخ من الألم".

تنهدت أم عمر وعيناها تدمعان ثم تابعت: "أطالب بإعادة تأهيل الهلال الأحمر ليستقبل أولادنا بحالات الطوارئ وتوفير دكتور دم دائما".

يدورها، رأت فاطمة أن "المرض موجود بكثرة وخصوصاً بمخيمنا، وكانت الجامعة الأمريكية ببيروت حاضنة المرضى ولكن لعمر محدد، وللأسف على صعيد الجنوب (صور وصيدا) ما في علاج واذا توجه المريض إلى الجامعة الأميركية فوق سن العشرين فعليه دفع كلفة العلاج العالية".

من جهتها، ناشدت مسؤولة ملف التلاسيميا في المخيم سوسن رحيل المؤسسات والجمعيات إلى مساعدة مرضى الدم.

وبينت رحيل أن "عدد الذين يعانون من مشاكل نقل الدم يصل إلى مئتي حالة، 150 منهم من فلسطينيي لبنان و50 شخصاً من النازحين الفلسطينيين من سوريا".

وأضافت رحيل: "معظم هؤلاء يعانون من السكل سل المعروف بالمنجلي الذين يعانون من مشاكل صحية أكثر من مرضى التلاسيميا بكثير وهم العدد الأكبر من مرضى الدم ويصل عددهم إلى 120 حالة إضافة إلى 30 آخرين يعانون من التلاسيميا والسكلسل معا. فالآلام التي يعاني منها المريض تترافق بالتعب النفسي نتيجة ارتفاع تكلفة العلاج التي تعد باهظة جدا مقارنة بالوضع المعيشي مما أدى إلى وفاة 10 أشخاص نتيجة الإهمال الطبي فالاونروا لا تغطي سوى تكلفة السرير ليومين فقط والمريض يحتاج إلى 5 أيام على الأقل."

وأوضحت أن "هذه الأرقام تزداد خطورة حين تصل كلفة العلاج إلى 500 الف ليرة لبنانية والكثير من العائلات فيها أكثر من حالة مرضية.ويزداد الطين بلة عند الأشخاص الذين يحتاجون إلى دواء بكلفة مليون ومئتين الف ليرة نتيجة ارتفاع تخزين الحديد في أجسادهم".

نتيجة ارتفاع الأضرار الجسدية على المرضى يشدد الأطباء على ضرورة إجراء فحص التلاسيميا قبل الزواج فبمجرد أن يكون أحد الطرفين معافى ولا يحمل المرض في جيناته يتوقف انتقال المرض إلى الجيل الجديد.
google-playkhamsatmostaqltradent