لا شيء فيها يشبه الماضي سوى بعض الجراح
ما كنت أدرك قبلها أني، و أن الكل، وهم
جاءت الى مرسيليا
فلقيتها قرب المحطة عند مقهى لم يكن الا ليجمع بيننا...
هي لحظة أزلية،
مذ أن تفرقت النفوس عن الديار..
فانطفأت نجوم الكون
و انقطع السبيل..
ما عدت أبحث عن دياري
حالي، كما مستقبلي وهم...
و ماضي الحنين..
فلقد تخطيت الزمان
ما عاد يعنيني مرور العابرين
ما عاد يعنيني نحيب الشوق نحوك و الأنين
لا فرق عندي بين جرح الهجر أو طيب الوصال
بين اتساع الكون أو ضيق الصدور لدى انفصال
فأنا المحب، و ما الحبيب سوى سراب في الخيال
و الروح مهما فرقت بالبعد دوما في اتصال
لما نفخت الناي عن ألم الوجود وجدتني ترتيلة
أو فكرة في اللاوجود،
ما أنت إلا فكرة
ما نحن الا فكرة
هذا مرادي في الركوع و في السجود..
قد أصبحت مرسيليا وهما
يراودني اذا ما تهت يوما
في الفراغ
يزودني بأيام فهمت خلالها ديوان شعر المثنوي
سبب ابن حزم عندما سمى كتاب الحب 'طوقا'
ما عدت أهوى كوننا،
أو حالنا من قربنا أو بعدنا،
بعدي و قربي في نهاية أمرنا
سيان،
إنا تائهان،
أهوى وجود غرامنا أمرا إلهيا
و سرا في حنايا الكون..
ما نحن الا فكرة
ما أنت الا فكرة
تنتابني ليلا
ليزداد اشتياقي للخلود
عبد الرحمن الزين – لبنان