وكالة القدس للأنباء – متابعة
دعا ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان إحسان عطايا دول العالم العربي والإسلامي والحر إلى "الوقوف صفاً واحداً في وجه العدو الصهيوني دعماً للقضية الفلسطينية، من خلال مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، ومقاطعة كل من يدعم الكيان الصهيوني، وطرد سفراء العدو من دولهم، ووضع خطوات عملية لمواجهة صفقة القرن الأمريكية، وذلك من خلال تشكيل لجان مصغرة لتفعيل هذه النشاطات ومتابعتها دعماً للشعب الفلسطيني".
وأضاف عطايا في كلمة له خلال ورشة بحثية عقدتها "جمعية النور الخيرية الإسلامية"، أمس الأحد، في مدينة صيدا، بعنوان: "إستراتيجية مواجهة صفقة القرن"، أن "الصفقة الأمريكية قد دخلت حيز التنفيذ من خلال خطوات عملية أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها، في حين تم تأجيل الكشف عن تفاصيل الصفقة أكثر من مرة في ظل رفض السلطة الفلسطينية وكل القوى والفصائل لها، وهذا دليل على أنها غير جاهزة للتمرير وأنها قد تعثرت".
وأوضح أنه "على الرغم من أن تفاصيل الصفقة ظلت طي الكتمان، إلا أنها لم تخل من تمرير بعض خطواتها العملية عبر إقرار الكنيست الصهيوني قانون القومية اليهودي الذي تكمن خطورته في أنه خطوة على طريق تثبيت صفقة القرن، والعمل بنظام الترانسفير للشعب الفلسطيني من داخل فلسطين، وممارسة الضغط على وكالة الأونروا للتخلص منها، والتخلص من اللاجئين الفلسطينيين ومنحهم جنسيات دول أجنبية لتوطينهم والتخلص من حق العودة إلى فلسطين المحتلة".
وأشار عطايا إلى أن "قرارات ترامب بشأن القدس المحتلة دمرت ما يسمى بعملية السلام التي راهن عليها كثيرون، وأكدت على أن الإدارة الأمريكية سحبت يدها من الالتزامات التي تتعلق بالمفاوضات، وأظهرت وجهها الحقيقي الداعم لممارسات العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية، من خلال الاعتداء على الأهالي وانتهاك المقدسات ومحاولات تهويد فلسطين المحتلة".
وشدد على أن "الشعوب العربية والإسلامية سترفض كل من يتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسيقفون بوجه العدوان الصهيوني الذي يطال أبناء شعبنا ومقدساتنا، وخير دليل على ذلك هو التحركات والمسيرات التي شهدناها في الدول العربية والإسلامية ووقفات الغضب ضد القرارات الأمريكية بحق فلسطين المحتلة. وهذه الحراكات والنشاطات أثبتت أنه ما زال في عروق أمتنا العربية والإسلامية دماء زكية حاضرة للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة".
وتابع ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان: "رغم أن قطاع غزة بأسوأ حالاته جراء الحروب والحصار الظالم والأزمات الاقتصادية، إلا أن مسيرات العودة انطلقت في ظل البدء بتنفيذ خطوات صفقة القرن وفجرت إبداعات ونماذج فلسطينية جديدة لتكون باكورة الإنجازات لإظهار الوحدة الفلسطينية داخل قطاع غزة، وأعادت الاعتبار للشعب الفلسطيني وأثبتت أنه اليوم في أوج الاستعداد لأية معركة، في حين أن جبهة العدو الداخلية غير جاهزة للحرب، خاصة أن المقاومة الفلسطينية قد لقنت العدو دروساً قاسية في أكثر من مواجهة".
ولفت عطايا إلى أن "رسالة مسيرات العودة الكبرى واضحة جداً، وهي: الإصرار على التمسك بحق العودة الذي لا عودة عنه، وأن الوحدة الوطنية هي عنوان قوتنا، ونبذ الفرقة والخصومة بين مكونات الشعب الفلسطيني وإعطاؤه الفرصة للمشاركة في المقاومة بالشكل الذي يتسنى له، ورفض الحصار الظالم على غزة وإفساح المجال لإبداعات الشبان الفلسطينيين، وحشد الرأي العام ضد جرائم العدو البشعة، وبث الروح الثورية في نفوس الشعوب المغيبة عن دعم القضية الفلسطينية، وإعادة تصويب البوصلة إلى القضية المركزية، وتسليط الضوء على قوة الإرادة لدى الشعب الفلسطيني المنتفض، وإرباك العدو وإفشال محاولاته إجهاض هذه المسيرات، ولا سيما أن الشعب الفلسطيني اليوم متمسك أكثر من أي وقت مضى بمقاومة المحتل حتى تحرير فلسطين كاملة، دون التخلي عن حبة تراب من أرضها المباركة".