رام الله - دنيا الوطن
يوم 21 مارس عام 2003، الْتُقطت صورة في منطقة جنوبي العراق، كانت لجندي أمريكي يقدم الماء لجندي عراقي يبدو أنه مصاب، في الجزء الأيسر من الصورة يقف جندي أمريكي آخر وقد تدلت مقدمة بندقيته، كانت مقدمة البندقية كأنها موجهة لرأس الجندي العراقي؛ وإن لم تُنشر هذه الصورة مكتملةً تصبحُ نموذجاً للاستخدام المزدوج وخداع اللقطة الذي تستخدمة بعض وسائل الإعلام.
وقد دعا موقع "بورد باندا" للأخبار الخفيفة، القراء إلى تقديم نماذج لصور ولقطات خادعة بثتها بعض وسائل الإعلام، وبالفعل تم تقديم العديد من هذه الصور، وترَك الموقعُ الحريةَ للقراء من أجل التعليق على كل صورة.
ويقول "بورد باندا": تمرّ وسائل الإعلام التقليدية بأوقات صعبة في السنوات الأخيرة؛ حيث كشف استطلاع حديث أن حوالى 43% من الأمريكيين يحملون وجهة نظر سلبية في وسائل الإعلام؛ فيما يحمل 33% فقط وجهة نظر إيجابية.
ويضيف الموقع، أن مشكلة وسائل الإعلام تكمن في الانحياز لوجهة نظر معينة وتبنيها؛ بينما يجب على الإعلام أن يقدم الحقائق مجردة وبصورة كاملة تنقل وجهتيْ النظر أو وجهات نظر جميع الأطراف.
لقد أصابت وسائل الإعلام متابعيها بالارتباك وعدم الثقة والانقسام في الآراء.
وزادت وسائل التواصل الاجتماعي هذا الارتباك بضخّ الكثير من الصور واللقطات والآراء غير الموثقة، والتي يتم التلاعب بها عمداً أو جهلاً.
وضمن النماذج التي قدّمها قراء الموقع، صورة "مايك بنس" نائب الرئيس الأمريكي وهو يسير داخل ملعب للكرة ويرفع يده تحية للجماهير؛ لكن صورة أخرى تؤكد أنه لم يكن هناك جمهور، ويتكرر نفس المشهد مع مؤتمر للمرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، وهي في مؤتمر حاشد لها بإحدى القاعات؛ لكن صورة أخرى تكشف أنه لم يتواجد إلا مجموعة من الصحفيين والمصورين.
وفي نموذج آخر يظهر جندي وهو يحمل مضرب كرة وفي طرف الصورة طفل مذعور يحتمي بجدار، وعندما تنفتح الصورة أكثر نكتشف أن الجندي كان يلعب كرة المضرب مع طفل آخر.
وقدم الموقع خدعة لصورة التُقطت في العاصمة اليمنية صنعاء، ويظهر فيها اليمني "علي البخيتي" حين كان متحدثاً باسم الحوثيين، ويحاول "البخيتي" إيهام مشاهدي أحد الفضائيات أنه يتحدث من قلب صنعاء؛ في إشارة إلى سيطرة الحوثي على المدينة؛ لكن صورة أخرى تكشف أنه يجلس حافي القدمين داخل استوديو مغلق، وربما في أحد المخابئ، وخلفه صورة العاصمة.
إنها نماذج لخداع الصورة التي تستخدمها الكثير من وسائل الإعلام العالمية من أجل تضليل القراء ولَيّ عنق الحقيقة من أجل موقف منحاز تتبناه تلك الصحف أو الفضائيات.