في الوقت الذي تـواجه فيه منظمة التحرير الفلسطينية ضغوطاتٍ دولية صعبة ، وما تتعرض له القضية الفلسطينية من نسفٍ كامل لجميع الحقوق ،ومع تزايد الظروف الاقتصادية سوءاً في الداخل الفلسطيني وفي مخيمات اللجوء في لبنان ، وكلُّ هذا ، وما زال الفلسطيني صامداً ، وعن حقه بالأرض والوطن مطالباً ، ويملك الأحلام بأنّ هناك دولاً عربية تربطه بها صلات دمٍّ ولغة ودين ، لن تتركه وحيداً يصارع ذئاب العصر ، بل ستنصره وتشدُّ على يده .
نجد الْيَوْمَ وبكلِّ أسفٍ أنّ هناك بعض الدول العربية، التى حَلُمَ الفلسطيني بنصرتها له ومساعدته على استرجاع حقه بالأرض والوطن ، هي من تمدُّ يدها وتُصافح عدوه ، وتفتحُ له أبواب قصورها ليدخلها بكلِّ فخرٍ وكأنه المحارب المقدام ، وهي بذلك تعترف به ضمنيّاً وبشرعيته وشرعية دولته، غير عابئة بحق الشعب الفلسطيني الذي سُلِبتْ ارضه عُنوةً والظروف المعيشية السيئة التى يعيشها بسبب الاحتلال الغاصب ، أو بمواقف إخواننا العرب من فعلها المـشين والمناهض للإلتزام بوحدةِ الدم والعروبة.
إضافة الى أننا ما نراه الْيَوْمَ على شاشات التلفزة ، وكيف أن الأمراء العرب يقفون بالطوابير وهم يستقبلون بكلّ حفاوة اصدقائهم الجدد أي"اليهود" ويبرمون معهم إتفاقات اقتصادية كبرى ، دون أدنى إحساس ببشاعة ما تقترف عقولهم وأيديهم من جرائم ، قد تقضي على القضية الفلسطينية وتقتلعها من جذورها وتُلغي حقوق الشعب الفلسطيني كاملةً.
اضافة الى عدم الإحساس بمسؤلياتهم تجاه ما يحدث في العالم العربي من تصدعٍ وشرخٍ هنْدسته
آيادٍ يهودية بامتياز .
فما يحدث اليوم ، هو قمة التعريب والتغريب لكلِّ القيم العربية الأصيلة وهجمة سفيهة ضد اللغة العربية والعروبة ومحاولة تحجيمها وتدويرها وفقاً لمصالح الغرب الذي يطمح بجعل عالمنا العربي في القاع وخاضع خضوعاً طوعياً ، وكلُّ هذا بمباركة عربية ، يا للعجب!!؟؟
حقاً ، إنّ الأمر لمؤسف ومُحزن جداً، ولكن
الأكثر أسفاً على تلك الدول التى لا تعلم انها تضع نهايتها وتحفرُ مقابرها رويداً رويداً ، لأن " إسرائيل" وكما نعرفها لا تصْدق ولا تُصدِّق إلاّ حسْب مصالحها .
ولكن ، حتماً ، سيأتي الْيَوْمَ ويكون حساب مْنْ خان صلات الدّم والدين، عسيراً وأليماً .
وكلُّ ما يسعني قوله أمام كلِّ هذا الهُراء " حسبيَ الله ونُعْم الوكيل بهذه الدول".