شارك عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي في فلسطين أحمد مجدلاني، ورئيس هيئة التقاعد الوزير ماجد الحلو، في أعمال ندوة دولية تحت عنوان " من أجل تعزيز الحوار الإجتماعي في جنوب البحر الأبيض المتوسط" في مدينة مراكش بالمملكة المغربية في إطار المشروع النموذجي للنهوض بالحوار الاجتماعي ببلدان الجوار الجنوبي ( سوليد).
وقال مجدلاني في اللقاء الذي شارك فيه مسؤولون وخبراء إقتصاديون وممثلي نقابات عرب ودوليين بكلمتة " إن مشاركتنا في هذا الملتقى تأتي لمواصلة الدور الذي كنا قد بدأناه من أجل تطوير ثقافة الحوار وخلق آليات نحن بحاجة لها في الإطار الاقليمي والدولي في مجال الحوار الإجتماعي والإقتصادي البناء والمثمر، حيث نسعى لمأسسة هذا الحوار وعدم جعله حوارا ينطلق عند إندلاع أزمات ما بين أطراف الإنتاج الثلاثة أو ما بين طرفي الإنتاج والحكومة.
وأضاف نحن في فلسطين قبل 9 سنوات أطلقنا فكرة الحوار الإجتماعي في إطار علاج الإشكاليات التي نشأت، وقد واجهتنا بعض الصعوبات آنذاك ولكن استطعنا من خلال الحوار أن نطور من فكرنا الإجتماعي والسياسي والذي مكننا من تجاوز هذه العقبات وبدء مسيرة البناء التي نسعى اليوم لتكون جزء من حالة حوار وحركة تطوير على نطاق إقليمي ودولي أوسع".
المشاركون في الندوة، أكدوا على أهمية إغناء الدراسات المنجزة المتعلقة ببلدان منطقة جنوب المتوسط، وشددوا على ضرورة إبراز مسارات وأشكال التعاون التي يجب العمل على تطويرها بين الحكومات والشركاء الإقتصاديين والاجتماعيين، بشكل يمكن من تحقيق التماسك الاجتماعي وتعزيز التنمية الاقتصادية والمستدامة، وهو ما يحتم إستمرار الحوار الإجتماعي باعتباره آلية للمساهمة في تطوير وتحسين الهياكل الديمقراطية في الدولة، علاوة على تمتين دور النقابات بوصفها دعامة للمجتمع والضمانه لتحقيق السلم والتوازن الإجتماعيين.
كما دعا المشاركون الى تبني مشروع ” ميثاق تعزيز الحوار الإجتماعي بالضفة الجنوبية للمتوسط” الهادف الى النهوض بالمنطقة الأورو متوسطية، وإرساء مجموعة من الممارسات الأورو متوسطية التي تمكن من تقوية السياسات والممارسات المتعلقة بالحوار الاجتماعي بجنوب المتوسط.
وعلى هامش أعمال الندوة إلتقى مجدلاني والحلو وسفير دولة فلسطين بالمملكة المغربية جمال الشوبكي مع نزار بركة أمين عام حزب الإستقلال و رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي المغربي وذلك في العاصمة المغربية الرباط.
وتدارس الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال الحوار الإجتماعي والإقتصادي، وتبادل الخبرات والتجارب في هذا الإطار وتوسيع نطاق العمل المشترك في المنطقة العربية والآورومتوسطية، كما كان للقاء بعدا سياسيا إذ تباحث الطرفان في آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتحديات التي تواجه الوضع الفلسطيني، وسبل توطيد وتفعيل جسور التعاون مع حزب الإستقلال والساحة المغربية لحشد المجتمع الدولي لصالح نصرة ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة وإنقاذ حل الدولتين، وذلك نظرا للمكانة التي تتمتع بها المملكة المغربية عربيا وإفريقيا ودوليا، والدور الذي يلعبه حزب الإستقلال بصفته أحد أعضاء الإئتلاف الأممي للأحزاب الديمقراطية الشعبية.
تجدر الإشارة الى أن المشروع النموذجي للنهوض بالحوار الاجتماعي ببلدان الجوار الجنوبي ( سوليد) هو برنامج يهدف إلى النهوض بحوار إجتماعي مدعم وشامل وديناميكي من خلال تنمية قدرات النقابات ونظرائهم من إتحادات أرباب العمل ومنظمات المجتمع المدني، وإرساء حوار متعدد الأطراف بين الشركاء الإجتماعيين، وتبادل أفضل الممارسات والنماذج المبتكرة للحوار الإجتماعي، والمعتمدة في منطقة الإتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط.