توقف الزمن عند تمام الساعة على توقيت صبرا وشاتيلا، فقد تم تفعيل عدة الشغل الدموي، وبدأت ورشة القتل والذبح، حيث الشعار المفعل آنذاك (الفلسطيني الميت هو الفلسطيني الجيد)، والفلسطيني هنا لا يعني الرجال حكماً بل كل من قد تطاله أيدي الفاشيست القتلة، نساء، شيوخ، شباب، شابات، أطفال، وحتى الأجنة في الأرحام. كيف لا وقد تحولوا بحكم ذهنية الذباحين الفاشيست إلى أهداف في حفل الجنون .
ما زال الدم ندياً
كأن فعل القتل والإبادة يتخذ مساره الدموي الآن
و الألم المتغول يستمر في مسيره عابراً بين مساحة الوعي واللاوعي
وكل صلوات السماح والإستغفار لا تفلح في محو مشهد القسوة والبشاعة ولا تبريء ذمة القاتل او تعفيه من محكمة التاريخ حين تصير له الكلمة العليا
فيأتي مشهد امرأة عجوز وهي تتسابق و الموت القادم على شفرة السكين الفاشي، فتصير مشهدياً ، لوحة الأبد التي تحاكم القاتل أينما حل.
ستةً وثلاثون عاماً، و لم يزل الدم نديا، ومعه دفق اسئلةٍ تتعمق و الكلّ يمارس فعل الهروب من الإجابات الموجعات، الإجابات التي هي وحدها قد تريح جثثاً ما زالت تسكن باطن الأرض و تسكن أرواحاً تتعذب على إيقاع المظلومية والاستقواء والاستفراد، فصارت كأنها قدر يحلق فوق الغرباء المطرودين من أرضهم ،وليس هناك من يبحث حمايتهم وإنصافهم.
ترى هل كانت صبرا قدراً فلسطينياً أم أنها صيرت كذلك بفعل جبروت الحاقدين القتلة؟
هل كان يجب وبالضرورة أن يقتل الشيخ العجوز في ذلك الشارع الضيق حتى يتأدب الفلسطينيون؟
هل كان يجب وبالضرورة أن تغتصب تلك المرأة ، ثم يبقر بطنها، ثم تنسف بقنبلة من الفاشست حتى تنتهي قضية الإنسان الفلسطيني؟
هل كان يجب وبالضرورة أن يقتل الجنين حتى لا يصير للفلسطيني امتداد عبر الزمن ؟
هل كان يجب وبالضرورة ان تذبح امرأة عجوز في الثمانين من عمرها حتى يهنأ القتلة بثأرهم المجنون؟
المكتب الإعلامي لجمعية ناشط الثّقافيّة الاجتماعيّة.
الجمعة في 14/9/2018