recent
أخبار الساخنة

"الأونروا" ومجزرة صبرا وشاتيلا،، علي هويدي

الصفحة الرئيسية

يقول الكاتب والصحفي الفرنسي آلان منراغ في كتابه "أسرار الحرب على لبنان":

".. مع إنهاء وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، ووفقاً للاتفاق المبرم مع مبعوث الأمم المتحدة فيليب حبيب والمنظمة، ومن تاريخ 1982/8/29 ولغاية الأول من أيلول/سبتمبر 1982، كان قد غادر الآلاف من الفدائيين الفلسطينيين وعائلاتهم لبنان عبر البواخر إلى تونس واليمن والجزائر".

ويضيف منراغ "..على أن تشرف الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها على حماية اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وتبعتها القوات الإيطالية ثم الفرنسية، إلا أن تلك الدول الثلاثة اتخذت قراراً مفاجئاً، ففي 1982/9/10 غادرت القوات الأمريكية بيروت، ثم تبعتها القوات الإيطالية يومي 11 و1982/9/12 ثم غادرت القوات الفرنسية يوم 1982/9/14، لتبدأ مجزرة صبرا وشاتيلا ظهر يوم الأربعاء 1982/9/15".

لكن ماذا كان موقف وكالة "الأونروا" من المذبحة المروعة التي ذهب ضحيتها أكثر من أربعة آلاف شهيد من المدنيين، معظمهم من الفلسطينيين من أبناء مخيم شاتيلا، ولا يزال 484 شخصاً في عداد المخطوفين أو المفقودين كما ذكرت المؤرخة الفلسطينية الدكتورة بيان نويهض الحوت في كتابها "صبرا وشاتيلا 1982" الذي يعتبر واحد من أهم المصادر التي وثقت للمجزرة بالإضافة إلى الكاتب منراغ والكاتب الفلسطيني ابن مخيم شاتيلا محمود كلَّم في كتابه "مخيم شاتيلا الجراح والكفاح"، وغيرهم..

حققت لجنة ماك برايد المستقلة في خروقات "إسرائيل" للقانون الدولي أثناء غزوها لبنان في العام 1982، التي تشكلت من رجال قانون بارزين من أمريكا (ريشارد فولك)، وبريطانيا (براين بيركوسون)، وفرنسا (جيرو دولابرادال)، وألمانيا (ستيفن وايلد)، برئاسة المحامي الإيرلندي شون ماك برايد والذي سميت اللجنة باسمه. أدانت اللجنة الإحتلال الإسرائيلي بالتخطيط والتحضير للمذبحة، وأن الاحتلال قد لعب دوراً في تسهيل عمليات القتل من الناحية الفعلية، وبالتالي يتحمل المسؤوية الأولى عن المذبحة.

يبدو بأن دور وكالة "الأونروا" كان مُغيَّباً وعن عمد لمصلحة استحقاقات سياسية كانت تُرسم عنوانها المزيد من تهجير الفلسطينيين، والسعي لشطب المزيد من المخيمات الشاهد على النكبة بعد تدمير مخيمات النبطية 1974 والدكوانة وجسر الباشا (تل الزعتر 1976)، كجزء من مشروع استراتيجي صهيوني أمريكي تراكمي لإنهاء قضية اللاجئين ولشطب حق العودة..!

إذ أياً من تلك المصادر الهامة لم يأت على ذكر أي دور دولي مؤثر لوكالة "الأونروا" خلال المرحلة التي سبقت أو لحقت تاريخ المجزرة...

مجزرة صبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر التي ارتُكِبت وترتكب بحق اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما في المخيمات..، تفرض وبشكل قاطع توسيع سياسة عمل "الأونروا" لتشمل الحماية الجسدية للاجئين، لا أن يجري محاصرتها وإضعافها بقرارات أُحادية من الإدارة الأمريكية.

يشكل انعقاد الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستبدأ فعالياتها الثلاثاء القادم فرصة مهمة إذ سيترأس الدورة لمدة سنة وزيرة خارجية الإكوادور فيرناندا إسبينوزا وكذلك نائب الرئيس لمدة سنة دولة قطر، يجب استثمار هذه الفرصة ليس فقط لتثبيت عمل الوكالة وأهميته على المستوى السياسي والانساني بل للدفع تجاه تثبيت ميزانية الوكالة أولاً، وتوسيع سياسة  عملها ليشمل الحماية الجسدية للاجئين، وهذا يحتاج إلى حراك سياسي ودبلوماسي وقانوني يتصدره الفلسطيني أولاً..

علي هويدي

google-playkhamsatmostaqltradent