recent
أخبار الساخنة

«رحلة الموت» من طرابلس الى قبرص.. من وراءها وكيف اكتشفت؟


المصدر – جهاد نافع – الديار

ضجت وسائل الاعلام يوم امس بحادثة غرق زورق في بحر عكار كان يهرّب نازحين سوريين باتجاه قبرص، وقد أدى عطل طارئ في الزورق الذي انطلق قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أمس وعلى مسافة ما يقارب 3 كلم الى انقلاب الزورق الذي يحمل 39 نازحا سوريا نتج منه غرق الطفل خالد نجمة خمس سنوات وانقاذ اربعة نازحين كادوا يتعرضون للاختناق نقلوا الى مستشفى الخير في المنية وانقاذ باقي النازحين الذين جرى نقلهم الى ثكنة الجيش في القبة.


حادثة التهريب التي وقعت في شاطئ عكار اعادت فتح ملف التهريب غير الشرعي الذي نشط منذ اندلاع الازمة السورية عبر المعابر غير الشرعية البرية ومن معابر بحرية غير شرعية في شمال لبنان. وقد بقيت عمليات التهريب ناشطة من الشمال باتجاه تركيا لسنوات عديدة مضت، حيث كان ينتقل النازحون السوريون من شاطئ الشمال الى تركيا ومن تركيا الى اوروبا الى ان تم ضبط هذه العمليات غير الشرعية في الاونة الاخيرة والحد منها نتيجة اجراءات مشددة اتخذتها السلطات الامنية اللبنانية من جهة واجراءات مشددة نفذتها تركيا ودول اوروبية لايقاف موجات التهريب اليها من جهة اخرى.

لكن عملية يوم امس فضحت ما كان مستورا واعادت ظاهرة التهريب الى المشهد اللبناني من جديد بعد ان اعتقد اللبنانيون ان هذه الظاهرة قد طويت خاصة بعد تنظيم قافلات عودة النازحين الى بلادهم.

وقد اثار اكتشاف الزورق تساؤلات لدى مراجع مختصة عما اذا كان هذا الزورق هو الوحيد الذي غادر يوم امس ام انه واحد من عمليات تهريب نجحت قبله. ومن جهة ثانية كان مثيرا ان وجهة التهريب هذه المرة لم تكن تركيا بل كانت قبرص هي الهدف مما يطرح عدة تساؤلات حول عودة النشاط الى شبكات تهريب ترتبط بعضها بالبعض الاخر من لبنان الى قبرص واوروبا وان تنظيم هذه العمليات لم يكن لولا وجود مهربين محترفين مرتبطين برؤوس في قبرص ودول اوروبية.

وقد راجت شائعات عديدة حول عملية تهريب يوم امس منها ان هناك من استغل نية نازحين سوريين الانتقال الى اوروبا بحثا عن حياة لائقة وان من بين النازحين الهاربين بعض المطلوبين. وقد تمكن حسب الشائعة احد المطلوبين من السباحة والفرار قبل وصول فرق انقاذ الجيش. لكن هذه المعلومة لم يؤكدها احد اما عن وجود احد المطلوبين المهمين ضمن زورق الفارين وانه من مخيم عير الحلوة فهو كلام لا يمت للحقيقة بصلة.

كيف تمت عملية الهروب من شاطئ عكار وبالقرب من موقع الحراسة التابع للجيش اللبناني؟

حسب المصادر ان صاحب الزورق الذي كان ينقل النازحين وهو مواطن من آل خلف من بلدة ببنين العكارية عمد الى دهان زورقه باللون الازرق وهو اللون الوحيد الذي لا يستطيع كشفه وسط البحر وان صاحب الزورق صياد محترف وخبير بالبحر بكل تفاصيله وعلى علم بالمساحة التي تغطيها الرادارات واختار نقطة خارج تغطية الرادار تبدأ من شاطئ بلدة الشيخ زناد الواقعة ما بين مرفأ العبدة والعريضة وسار في مجال بعيد عن الرادار وحين ابتعد قرابة الـ 3 كلم تعطل محرك الزورق الذي يبلغ طوله 7 امتار وهو من نوع «الفايبر غلاس» ولا يجوز ان تتجاوز حمولته السبعة الافراد، ورغم ذلك كانت الحمولة 39 فردا اضافة الى الحقائب والاغراض الشخصية. مما يعني ان الرحلة منذ انطلاقتها هي رحلة الموت المؤكد في عرض البحر ولعل من حسن حظهم ان يتعطل الزورق على بعد امتار من الشاطئ والا لكان مصيرهم الموت في عرض البحر. بالرغم من انه تم تزويدهم بسترة نجاة. باستثناء الطفل الذي انقلب عليه الزورق فغرق ومات.

كيف اكتشفت عملية التهريب؟

ما بين الساعة السادسة والنصف والسابعة فجر امس اكتشف احد الصيادين على بعد 2 كلم فواشة عليها اربعة اشخاص وثلاثة اطفال اعمارهم ما بين 3 سنوات و 4 سنوات يصرخون يطلبون النجدة سارع الصياد الى انقاذهم وابلغوه ان في البحر عدد اخر من النازحين يغرقون. فأبلغ بدوره مختار بلدة ببنين محمد البستاني الذي ساهم في سحب الزورق الى نقطة الحراسة للجيش اللبناني في مرفأ العبدة. سارع الى ابلاغ قيادة الجيش والتي قامت بسرعة قياسية بإرسال فرق انقاذ وتمكنت مع الصليب الاحمر اللبناني من انقاذ النازحين ونقلهم الى ثكنة القبة ونقل اربعة منهم الى مستشفى الخير في المنية. وجرى في القبة معاينتهم والاهتمام بصحتهم وتزويدهم بالطعام وفتح تحقيق مع كيفية واسباب التهريب.

وفي رأي المختار ان حادثة التهريب هي الاولى التي تحصل على هذا الشاطئ لانه مراقب.

الجيش أنقذ مركباً من الغرق

تمكن عناصر البحرية في الجيش اللبناني من انقاذ عدد من اللاجئين السوريين الذين غرقوا في عرض البحر مقابل شاطئ عكار، وهم على متن زورق اثناء محاولتهم مغادرة لبنان بطريقه غير شرعية باتجاه قبرص، وتم نقلهم جميعا الى احد مراكز الجيش في العبدة.

وبلغ عدد الذين تم انقاذهم39: 32 سوريا و6 لبنانيين وفلسطيني، فيما توفي الطفل الفلسطيني خالد نجمة (5 سنوات) وتم نقل جثته الى مستشفى الخير في المنية، فيما اصيب كل من الفلسطينية «نيفين.ن» 24 عاما، السوري «هشام.ش» 27 عاما، السوري «نور.ن» 22 عاما، السوري «حسن.م» 21 عاما، وعمل عناصر الصليب الاحمر اللبناني على نقلهم الى المستشفى نفسه للمعالجة. وأودع المركب في عهدة الجيش اللبناني في العبدة.

ولاحقا، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أن «ولدى توافر معلومات عن تعرض مركب بحري للغرق قبالة شاطئ الشيخ زناد- عكار وعلى ومتنه 39 شخصا من الجنسية السورية كانوا متوجهين إلى قبرص بطريقة غير شرعية، توجهت دورية من القوات البحرية على الفور وعملت على انتشال جثة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وإنقاذ الباقين، نقل منهم أربعة أشخاص إلى مستشفيات المنطقة، بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني. وتمت متابعة الموضوع بالتنسيق مع السلطات المختصة».

اضاف: «إن خطورة ما يجري تدفعنا الى التحذير من مغبة التغاضي والتساهل لدى الأجهزة الأمنية لاسيما أن احتمال وجود إرهابيين بين هؤلاء الأشخاص المهرَّبين هو احتمال مرتفع ومرجح».






واشار الى أن «استمرار هكذا عمليات بتغطية واضحة ستدفعنا الى كشف جميع المتدخلين والمحرّضين المحليين من رؤساء بلديات ومخاتير وسواهم لمنع بعض القوى الأمنية من القيام بدورها وتشكيل بيئات حاضنة لإستيراد الإرهاب، سيما أن أدوارا سابقة قام بها البعض في السنوات الأولى للحرب السورية لم تعد مقبولة اليوم».
google-playkhamsatmostaqltradent