دان ممثل حركة “حماس” في لبنان، علي بركة، القرار الأميركي بوقف دعم ميزانية “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”، معتبراً أن “هذا القرار سياسي لا مالي، ويستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، ويأتي في سياق صفقة القرن التي بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذها في 6 كانون الأول من العام 2017 من خلال تهويد القدس ونقل السفارة الأميركية إليها”. وقال: “وقد جاء اليوم دور ملف اللاجئين، الذي يشكل جوهر القضية الفلسطينية“.
ورأى بركة أن ”الإدارة الأميركية الحالية تنفذ كل رغبات حكومة بنيامين نتانياهو، وتقوم بكل ما يرضيها، من خلال الدفع باتجاه توطين اللاجئين في البلدان التي تستضيفهم أو تهجيرهم إلى بلدان أخرى”.
ودعا الحكومة اللبنانية والدول العربية المعنية للتحرك سريعاً باتجاه جامعة الدول العربية، لتأمين الميزانية اللازمة للوكالة الدولية لاستمرار أعمالها لحين إتمام العودة. وقال: “الدول الأوروبية لا تزال تدعم الأونروا بخلاف عدة دول عربية مقصّرة، خاصة وأن الشعب المعني والمستهدف هو بالنهاية شعب عربي، وبالتالي على الدول العربيّة النفطيّة الغنيّة أن تقوم بتغطية العجز الذي يسببه وقف التمويل الأميركي“.
التحرك دبلوماسي لبناني
ولم يستبعد بركة وجود دول عربية تتماهى مع السياسة الأميركية ومع صفقة القرن، مشدداً على وجوب أن تبقى قضية فلسطين قضية العرب المركزية. وأضاف: “نخشى ما نخشاه من أن تفرض واشنطن على الدول المضيفة للاجئين توطينهم في بلادها محوّلة بذلك المشكلة إلى فلسطينية–عربية، وهو ما يستدعي استنفاراً وتنسيقاً عالي المستوى بين الدول المعنية لوضع استراتيجية موحدة للمواجهة“.
وأشار بركة، رداً على سؤال، إلى أن لبنان سيكون من أكثر البلدان تضرراً من تراجع أو وقف تمويل الأونروا باعتبار أن خدماتها الصحيّة والتعليميّة والإغاثيّة تطال نحو 400 ألف لاجىء، مطالباً الحكومة اللبنانية بالتحرك دبلوماسياً وبسرعة لمواجهة القرار الأميركي الأخير وتأمين الميزانية اللازمة للوكالة الدولية بالتنسيق والتعاون مع الدول العربية. وقال: “كما أننا نثمن مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي طالب باجتماع جامعة الدول العربية لاتخاذ قرار بتمويل الأونروا“.
انطلاق العمل المشترك
وتطرق بركة للعمل الفلسطيني المشترك، معلنا عن انطلاقه مجددا بعد توقيع “وثيقة الوحدة الوطنية على الساحة اللبنانية” برعاية بري يوم أمس في مقره في عين التينة، خلال اجتماع حضره ممثلون عن الفصائل الفلسطينية كافة والسفير الفلسطيني لدى لبنان، أشرف دبور.
ووصف بركة الوضع الحالي بـ”الممتاز”، لافتاً إلى انه سيكون هناك “اجتماع عاجل خلال أيام لاستئناف العمل المشترك ما سينعكس لا شك ايجابياً على المخيمات الفلسطينية في لبنان كما على العلاقات اللبنانية–الفلسطينية“.