recent
أخبار الساخنة

في ذكرى الهزيمة المجد للمقاومة بقلم : ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية

لن نقول كما يحلو للبعض ان يزخرف الاشياء ، و يصنع من الهزيمة نصرا .

يلمع الحكام فيجعل من القزم عملاقا و من الجبان بطلا و من العميل مناضلا!

لن نقول هذا ابدا، لقد هزمنا شر هزيمة ، و ما زلنا نعيش تداعيات تلك الهزيمة

الى الان . علينا ان نملك الشجاعة و نسمي الاشياء بمسمياتها ، فمن غير المنطق

ان نخسر اراضينا المقدسة و اراض شاسعة و تدمر بلادنا و تباد قواتنا العسكرية

و هي على الارض ، و نخسر عشرات الالاف من جنودنا و مواطنينا و نصفع في

كرامتنا ثم نقول : خسرنا المعركة و لكننا لم نخسر الحرب ! نحن خسرنا المعركة

و الحرب و اجزاء عزيزة من بلادنا ، و خسرنا مع كل ذلك حريتنا لمصلحة حفنة

من الطغاة . بالرغم من ذلك لم نضع فرصة للتصفيق للطغاة و الهتاف بحياتهم

و تجديد الطاعة لهم و كأن شيئا لم يكن ! ليس هكذا تبنى الاوطان ، و ليس بهذا

الاسلوب يغسل العار ، و ليست تلك هي الطريقة المثلى لتحويل الهزيمة الى نصر .

كان يجب ان يسقط الطغاة و في مقدمتهم اصحاب الشعارات الفاقعة و الخطب 

الحماسية الرنانة ، و كان يجب ان يحاكم كل مسؤول عن الهزيمة ، محاكمة

عادلة و يتم القصاص منهم على الملأ . كان يجب دراسة اسباب الهزيمة

من كل الجوانب العسكرية و التخطيطية و التعبوية ، حتى نتمكن من التخلص

من كل تداعياتها و الحذر من الوقوع فيها مرة اخرى، و العمل على استعادة

زمام المبادرة . اما استمرار الامور كما هي كانت تمثل النكسة الحقيقية التي

قسمت ظهر امتنا على مدى خمسين عاما . و لم تعد الاشراقة لهذه الامة و الامل

بتحقيق الانتصارات من جديد الا اعمال المقاومة ، و الصمود الاسطوري الذي

تحقق في غزة على مدار ثلاثة حروب مدمرة لم يحقق فيها العدو اي انتصار

بل لاحقته الهزائم و تكبد الخسائر العسكرية و المعنوية الجسيمة بالرغم من

انعدام توازن القوى العسكري . لكن كان هناك اختلال واضح في التوازن

المعنوي بين رجال المقاومة و بين جنود الاحتلال . برزت عقيدة القتال

و ارادة الصمود و الصبر و التضحية و تكبيد العدو الخسائر البشرية و عدم

المساومة أو التراجع رغم عمق الجراح كل هذا رفع من كفة المقاومة و فرض

على العدو قوانين جديدة في الصراع لم يعهدها مع الانظمة المهترئة و المهزومة . 

هكذا تكون المواجهة الحقيقية ، ليس من خلال الاذاعات و اطلاق الشعارات الفارغة

و تلفيق الاكاذيب و تضخيم المعلومات و فبركة الانتصارات . الانتصار يتحقق

بالاعداد العسكري مترافق مع الاعداد النفسي و التعبوي و الاستعداد للتضحية.

و ايضا بدراسة الامكانات الذاتية مقارنة بامكانات العدو مع اضافة الروح المعنوية

التي يمتلكها الرجال الشجعان و يفتقر لها الجندي الصهيوني الجبان . الانتصار

يتحقق بقيادة حكيمة شجاعة تكون في الميدان مع جنودها . صادقة في كلامها،

لا تضخم خسائر العدو و لا تقلل من خسائرها . اذا قالت نفعل فعلت وكانت

عند كلمتها ، و اذا وعدت نفذت ، و اذا هددت زلزلت الارض تحت اقدام

العدو . فرضت مصداقيتها على العدو قبل الصديق فكانت مثالا للمجد

و املا بتحقيق النصر ، و ما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم . 






google-playkhamsatmostaqltradent