recent
أخبار الساخنة

الفقراء لا يأكلون البوظة بقلم وفاء بهاني

الصفحة الرئيسية

كل يوم ينتظر الشّمس أن تعلو وتتجه مسرعةً إلى كبد السّماء ليملأ حافظة (البوظة) من تاجر الجملة.
يضعهم خلفه على دراجته ويبدأ التجوال في أزقة البلدة وشوارعها... 
يصيح بأعلى صوت : بارد... .بارد... بوظة... 
وما أن يسمع الأولاد الصّوت حتى يلبّوا مسرعين...
يتجنب المرور بالأحياء الفقيرة لأنها ليستْ سوقاً لبضاعته , فهم لا يخصِّصون لأولادهم مصروفاً يومياً ... ولكن حقيقةً , الفقر منتشرٌ في كل مكان .
فاليوم مثلاً ... كان يبيع البوظة , فجاء وقوفه أمام بيت لأحد الفقراء ...
ما أن سمع الأولاد الفقراء النّداء حتى وقفوا أمام الباب للتّفرُّج لا للشّراء... 
يقفون بانكسارٍ , صحيح أنه يبيع الأولاد الآخرين... .ولكن أذنه عندهم تسمع ما يقولون :
قال الصغير لأخيه الأكبر :
- هل البوظة باردة.. ؟
- بالتأكيد... لأن اسمها بوظة... وهي حلوة غالبا... لأن الأولاد يستمتعون بالتهامها... 
- ما طعم البوظة البيضاء وما طعم الحمراء.. 
- البيضاء بطعم الحليب والحمراء بطعم الفريز... 
- وما هو الفريز.. ؟
- ممممم لا أعرف ... ربّما يشبه البطّيخ... 
- وما هو البطيخ... ؟
- هو ذاك الذي يرمون قشوره الخضراء السّميكة صيفاً... 
هنا... كان لابد من التّدخّل...
صرخ للطّفلين فاقتربا.. .أعطى كل واحدٍ منهما بوظة نصفها أبيض ونصفها الآخر أحمر .
اختطفا ما أعطاهم وهربا مسرعين إلى داخل البيت... بعد دقيقتين... خرج من نفس الباب سبعة أولادٍ بأعمارٍ متقاربة واتجهوا نحوه... صحيح أن حالته ليست أفضل من حالتهم ولكن... ليكن قدّيساً ولو لمرة واحدة في الحياة... فلفعل الخير طعمٌ ألذ من البوظة .



google-playkhamsatmostaqltradent