إنتظرت الصحفية عليّ لينهي كلامه، ثمّ أجابته "هل أنهيت كلامك الآن؟"، أريدك أن تسمعني دون أن تحاول مقاطعتي"..
إسمع يا علي: "ليس عيبا أن تكون إنسانًا فقيرًا، أنظر إليّ فأنا فتاةٌ عشرينيّة وقد أنهيت دراستي الجامعية بتفوّق منذ عامين وها أنا أعمل في إحدى المجلاّت مقابل مبلغٍ زهيد، وأحاول جاهدةً أن أسلّط الضوء على جميع مشاكل مخيماتنا وبكافة الطرق، وهذا لا يعني أن أقدّم المساعدة الماديّة على طبقٍ من ذهب، بل إنّ مجرّد طرح هذه المشاكل أمام الناس هو بحدّ ذاته نوع من المساعدة".
وبثقةٍ قالت "خذني مثالاً يُحتذى به، نحن ثمانية أفراد نعيش في بيت واحد وجميعنا نعمل ونتعاون جاهدين لمواجهة متطلبات الحياة الكثيرة ولمساعدة أبانا الضرير وأمنا المقعدة! أنت يا علي ما زلت طفلاً أمام هذه الحياة، وبيديك ذكاؤك لتستثمره في علمك بعيدًا عن قيود الجهل والضياع".
وتحادث الإثنان طويلاً وتبادلا أطراف الحديث دون مللٍ أو كلل، وحدها فقط تلك الأمواج المتسارعة سمعت ما دار بين الإثنين ووحدها تلك الرمال الرطبة رسمت على وجهها أقدام طفل وأقدام شابة ينتظران الغد، ذلك الغد الممتزج مع قطرات شتاء خافتة.
(يتبع)
#يوميات_لاجئ منكم ولكم.. تابعونا
http://alawda-pal.com/index.php?s=47&id=1126