20/4/2016
هل العودة إلى فلسطين في ظل الواقع العربي والظروف الحالية التي يعيشها العرب والمسلمون مطلباً واقعياً ؟ ماهي رسالة اللاجئين الفلسطينين في ظل انتفاضة القدس ؟ وما الوسائل التي تساهم في فضح جرائم الاحتلال ؟
هذه الاسئلة وغيرها يحملها الأستاذ وسيم وني لعدد من الباحثين والمسؤولين والمهتمين من اللاجئين الفلسطينين فكان التحقيق التالي :
قراءة لأحداث المنطقة و تأثيرها على القضية الفلسطينية وحق العودة :
أكد مسؤول العلاقات الخارجية للأمانة العامة للأطباء الفلسطينين/ سوريا الدكتور خالد مصطفى بدايةً إن ما يحدث في المنطقه من هجمه عالميه لإعادة تقسيم المنطقه بمايتناسب ومصالح الإمبرياليه العالميه وعلى رأسها مصالح الكيان الصهيوني مما يؤثر سلبا على كل القوى الداعمه لحقنا الفلسطيني والإنشغال بالأمور الداخليه مما أدى الى إعادة التهجير الفلسطيني ولجوئه إلى المنافي بعيداً عن حدود فلسطين التاريخيه وأصبح عا ئقاً جديداً في تحقيق حلم العودة ، فيما قال الشيخ محمد العمري أمين سر الملتقى الشعبي الفلسطيني : مايحدث في المنطقة هو إعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات متناحرة تسودها حروب طائفية ومذهبية ، مما يفقد القضية الفلسطينية بريقها ، ويؤخرها عن الأولويات الهامة للمنطقة وبالتالي ضياع حق العودة في زحمة الحروب والتهجير والتشريد ، فيما رأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " القيادة العامة" السيد غازي أبوكفاح أن الأحداث الجارية جعلت من الكيان الصهيوني يتمدد بل يتسيد في المنطقة و هذا هو المطلوب أمريكياً و غربياً , و بالتالي العمل على تصفية قضية فلسطين , أو فرض الحلول التي تضيفها أمريكا و الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني و في مقدمتها إنهاء حق العودة و عدم الحديث بهذا الحق لأن القوة هي التي تفرض ذاتها و بحكم ضعف العرب , إذاً قضية فلسطين هي ضعيفة و ستقبل بأي حل يفرض عليها و هذا جزء أساسي من مشروع تدمير هذه الأمة و الدول العربية التي لا تمتثل للإملاءات الأمريكية الصهيونية ، بينما نوه عضو اللجنة المركزية العامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السيد وديع أبو هاني أن إنشغال العالم والصراعات الكونية المختلفة وخاصة في عالمنا العربي والاسلامي والإقليمي أدى موضوعيا الى تراجع مكانة ومركزية القضية الفلسطينية مما أدى لإختلال موازين القوى لصالح القوى المعادية وعدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ، خاصة القرار 194الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينين إلى ديارهم وممتلكاتهم عوضا عن تراجع الأداء الوطني بغياب الوحدة الوطنية وتعمق الانقسام السياسي والجغرافي زاد الأمور تعقيدا وتراجعا للقضية الفلسطينية والحقوق ، ومنها حق العودة بينما رأى الكاتب والصحفي الفلسطيني السيد عبد معروف أن مايجري في المنطقة العربية هو حراك سياسي وأمني وإقتصادي وشعبي حتماً سيغير مسار التطورات في المنطقة وسينهي مرحلة عربية كاملة استمرت عقود من الزمن سواء أُطلق على هذا الحراك ثورة أو ربيعاً أو فوضى فهو ينهي مرحلة عربية ويبدأ بمرحلة أخرى وهذا ما سيكون له انعكاساته على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية وسيكون له انعاكساته على قضية اللاجئين الفلسطينين لأنها لب القضية الفلسطينية ولأنهم يتوزعون على مختلف الشتات العربي .
الخطوات العملية لحفاظ اللاجئين الفلسطينين على حق العودة:
هنا إجتمعت جميع الآراء على حق العودة إلى فلسطين وضمان هذا الحق والحفاظ عليه ووحدة الصف الفلسطيني ، وأضاف في رده على الخطوات العملية لحفاظ اللاجئين الفلسطينين على حق العودة قال السيد عبد معروف أن هناك ضرورة على المحافظة على المشروع الوطني الفلسطيني بشكل عام ووضع قضية اللاجئين من أولويات هذا النضال ( السياسي- العسكري- الثقافي ) وتعزيز دور المؤسسات والمنظمات المدنية الشعبية التي ترعى شؤون اللاجئين وتعمل على المحافظة على هويتهتم الفلسطينية في إطار النضال الوطني الفلسطيني العام ، بيما أكد الشيخ العمري على أن الشرائع والقوانين الدولية أقرت حقنا المشروع في العودة إلى ديارنا في فلسطين التي هجرنا منها ، وذلك بقرارات صدرت عن عن الأمم المتحدة وأشهرها القرار 194 فعلينا تفعيل هذه القرارات ضمن لجان حقوقية وقانونية تقوم بشرح تفصيلي لهذه القرارات ونشرها بين شعبنا زيادةً في الوعي القانوني والحقوقي لحق شعبنا في العودة ،، فهذا أدنى حقوق الإنسان هوعودته لموطنه الأصلي ،،، بينما أكد السيد غازي أنه لا يوجد شك أن أحد أهداف استباحة المخيمات الفلسطينية و احتلالها من قبل الارهابيين و العصابات المسلحة هو تهجير شعبنا من تلك المخيمات و نزوحهم إلى أماكن أُخرى و بالتالي لترك شعبنا يفكرون بالهجرة إلى أوربا ، و هذا ما حصل للكثير من أبناء شعبنا الفلسطيني في سورية و لبنان حيث حط رحالهم في دول أوربا المتعددة , أي إبعادهم قسراً عن محيط فلسطين , و بالتالي يعتقدون أن هذا الفلسطيني ينسى فلسطين و لا يعود يفكر بالعودة لها أو المطالبة بحق العودة الذي طالما تمسكنا به ، لذلك من أولى خطوات العمل للحفاظ على حق العودة ، و الثبات في أماكن تواجدنا المؤقت والمطالبة بشكل دائم في المحافل العربية و الدولية بهذا الحق و عدم التنازل عن ذرة تراب من فلسطين ، و التمسك بالإنتفاضة الفلسطينية الباسلة و دعمها و تأمين الحاضنة الشعبية لها ، و بينما قال الدكتور خالد مصطفى: بأن الحق الفلسطيني للحفاظ على حق العوده هو حق فردي وحق جماعي مما يستدعي تنشئة الفرد في داخل الأسره للحفاظ على الحق ولو طال الزمن وحق جماعي يتطلب بناء مؤسسات متخصصه ومخلصه للحفاظ على الوعي الجماعي وتحشيد طاقات العالم الحر المؤمن بحقنا لتطبيق القرار 194 ، فيما أكد السيد أبو هاني على أهمية تنظيم الجاليات والمهاجر وتوظيف الطاقات وتفعيل السفارات والمؤسسات الوطنية ومؤتمرات ومسيرات التأكيد على العودة واحياء ذكرى النكبة والذاكرة الوطنية والشفوية والحفاظ على التراث والفلكلور الفلسطيني ومنع سرقته ، وزيارة القرى المهجرة مع أشكال النضال اﻻخرى تجعل قضية اللاجئين وحق العودة عصي على محاولات التصفية، وبكل الأحوال العودة هو جزء من مشروع التحرر والتحرير لن يتحقق بالاستجداء والمفاوضات وإنما بالكفاح المتعدد الاشكال، والرئيسي منها الكفاح المسلح وكل ما تقدم يساهم بالحماية والحفاظ على حق العودة بمواجهة مشاريع تصفيته دوليا وعربيا .
دعم انتفاضة القدس برغم ما تواجهه من تحديات :
وسائل متعددة لدعم انتفاضة القدس كما يراها المشاركون ، حيث أكد السيد أبو هاني عن كيفية دعم الانتفاضة...والمستمرة للشباب الفلسطيني التواق لمواجهة الإحتلال الرافض للإنقسام المدمر السياسي والجغرافي المصِر على التغيير والتجديد يتطلب حسم الخيار السياسي وطنيا بترجمة قرارات المجلس المركزي في أذار 2015 ، القاضية بوقف المفاوضات والتنسيق الامني مع الاحتلال وإنهاء الإنقسام وبناء وحدة وطنية عبر مراجعة سياسية تفضي لإستعادة وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية .كأهداف وتمثيل وحقوق وأداة تحرر وتحرير وتوفير مقومات دعم الإنتفاضة وجعلها محور عمل وتفكير ودعم الكل الوطني ، بينما أكد الدكتورخالد مصطفى على أن دعم انتفاضة الأقصى يكون بداية بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتوجيه كل طاقات شعبنا أينما وجودوا لدعم صمود شعبنا في الداخل الفلسطيني من أجل معركة البقاء والاستفاده من وسائل الإعلام بأشكاله المتعدده لتعريه همجية الكيان الصهيوني ومن المهم توفير الدعم المادي وخصوصا لعوائل الشهداء وإعادة بناء وتأمين مساكن لمن تم هدم بيته حتي يستمر هذا الشعب بالعطاء ، وكما نوه الشيخ العمري بقوله : إن دعم انتفاضة القدس يتجلى في وحدة الموقف الفلسطيني والدعم العربي ونشر الوعي وحقنا في ممارسة كل أشكال المقاومة لطرد المحتل وعودتنا إلى فلسطين ،،، وأعرب السيد عبد معروف عن اعتقاده بأن نضال شعبنا في القدس اليوم هو هبة نضالية وحلقة من حلقات كفاح شعبنا ليس من أجل المحافظة على المقدسات الدينية فحسب بل في إطار كفاحه المستمر من أجل تحرير وطنه وبناء دولته ، بينما قال السيد غازي دبور أن الانتفاضة التي أطلقها أبناء شعبنا الفلسطيني و بتوجيه ذاتي هي من أجل القدس ، و من أجل فلسطين ، فهذه الانتفاضة تجاوزت كل القيادات ، لذلك من الواجب دعمها من كل القيادات و خاصة منظمة التحرير لا إجهاضها ، دعم الانتفاضة يتوجب أولاً أن لا يساوم عليها من قبل بعض القيادات , ثانياً احتضان الانتفاضة و تبني شهدائها الأبطال ، و إعمار ما يهدمه العدو الصهيوني من بيوت عوائل الشهداء و العمل على عدم ملاحقة الشبان و الشابات الذين يدافعون عن كرامتهم و حقوقهم و الذين يقارعون العدو الصهيوني بالسكين , وقف كل أنواع التواصل مع العدو الصهيوني قاتل شعبنا و في مقدمتها التنسيق الأمني مع هذا الكيان , و الدعم السياسي و الإعلامي و المعنوي لأهلنا و شعبنا داخل فلسطين .
ما رمزية حق العودة بالنسبة لك كفلسطيني تعيش في الشتات :
العودة حق تضمنه كافة الشرائع السماوية حيث اظهر المشاركون تمسكهم بحق العودة بقول السيد غازي دبور : بأن رمزية حق العودة أن فلسطين هي ملك للشعب الفلسطيني الأرض .. بياراتها و منازلها و مصانعها , فأنا الفلسطيني المهجر من أرضي و أرض آبائي و أجدادي , فهذه فلسطين لا " اسرائيل " التي أقامت ما يسمى بدولة على حساب تهجير شعبنا فالرمزية هو أن نحقق حلمنا و أهدافنا و عودة الحق لأصحابه , فهذا الشعب المشرد في كل أصقاع الدنيا بسبب الاحتلال سيعود يوماً لوطنه مهما طالت الأيام، بدوره شدد السيد عبد معروف على أن العودة إلى أرض وطنه فلسطين هي استكمال لحياة عنوانها الكرامة والحرية وهي بالتالي عودة إلى وطن الآباء والأجداد والعودة تعني إنهاء المشروع الصهيوني الذي احتل الأرض وشكل كياناً عنصرياً على أرض عربية وهجر سكانها دون وجه حق وبالتي فإن العودة تعني عودة الحق، بينما أكد الدكتورخالد مصطفى على أن حق العودة هو عدم الإعتراف بشرعية هذا الكيان الغاصب والتأكيد على الوطن السليب الذي لابد من العوده له وأن هذا الحق لا ينتهي بالتقادم وهو حق يتوارثه الأجيال حتى تحقيق هذا الهدف ، ورأى الشيخ العمري بأن حق العودة هو الأمل الذي نعيش عليه والأمل الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ونناضل وأبناءنا من أجله ، كما وأنه هو العلاج القانوني الوحيد والطبيعي لتحقيق العدالة واستعادة الكرامة ،،، عن رمزية حق العودة قال السيد أبوهاني . .. بأن الحفاظ على الهوية الوطنية والكيانية الجامعة والحفاظ على الذاكرة الجمعية والشفوية والتراث والفلكلور الفلسطيني وأسماء القرى المدمرة منع عبرنتها وأسرلتها وتهويدها وتغيير معالمها ومسيرات العودة للحدود مع فلسطين والتواصل مع أهلنا في الداخل وخاصة في أراضي عام 1948 ورفع العلم الفلسطيني وإرتداء الكوفية الفلسطينية واللحشة والإحتفاظ بمفاتيح العودة والكواشين ووثائق الملكية ورفض القرارات العنصرية والمصادرة ورفض الخدمة الإلزامية بجيش الإحتلال وتعزيز دور ومكانة وتمثيل "م ت ف" وزيارة مقابر الشهداء والوفاء للشهداء والأسرى والجرحى وإعلاء النشيد الوطني والأغنية الملتزمة والحفاظ على المخيم كشاهد على النكبة برمزيته، كل ذلك يصب برمزيته ومعانيه ودلالاته وترجماته .حيث أننا لم ولن ننسى أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا ووزيتوننا وبرتقالنا لضحد الكذبة والاسطورة الصهيونية التي روجها المخطط الصهيوني (أرض بلا شعب .لشعب بلا أرض ).