recent
أخبار ساخنة

تحالف في غير محله

الصفحة الرئيسية


نشعر بالغبطة و الفرح كلما سمعنا عن تحالف او تضامن عربي و اسلامي . 

ربما لان المواقف الوحدوية المشتركة نادرة او حتى معدومة ، او لاننا نتوق 

لرؤية قرارات مسؤولة و قوية و قابلة للتطبيق من قبل انظمة الحكم العربية و الاسلامية . 

كثيرا ما كانت الشعوب تسبق انظمتها و تتحرك بعفوية و بلا تنظيم كلما وقعت 

مآسي و مشكلات كبيرة في منطقة من مناطق العالم الاسلامي ، و ما اكثر تلك 

المآسي ، و ما اكثر المواقف الشعبية التي يتلاشى غضبها و قوتها شيئا فشيئا . 

رأينا تحركات عفوية و سريعة عندما تم التعريض بالنبي عليه الصلاة و السلام . 

و مثلها عند وقوع المجازر من قبل الصرب على الشعب البوسني ، او مجازر 

الروس بحق الشعب الشيشاني ، و كذلك خلال الحروب الصهيونية على غزة . 

كل هذه التحركات تبدأ و تنته بسرعة ، و هي فعاليات تبث فينا الامل بان 

في الامة روح التآخي و الحرص لكنها غير منظمة و لا تُستغل حتى تصبح 

في اطار عملي يتواصل و يتطور لينتقل من الهتاف و التعبير الى الفعل و العمل . 

بالرغم من مواقف الجماهير العربية و الاسلامية المتضامنة مع القضايا المشتركة 

الدينية و السياسية و الانسانية ، الا ان الانظمة بقيت تتخفى خلف المواقف 

الخجولة و احيانا المحايدة و كثيرا من الاحيان لا يصدر عنها مواقف البته . 

مع ان الاحداث التي تقع في اي منطقة تؤثر في امن الدول مجتمعة . 

و هذه الفصائل التي تتخذ من التطرف و العنف الداخلي منهجا لها ، لم 

تأت الا نتيجة التراكمات التي تولد شحنات من الغضب الذي يتحول 

بدوره الى عنف . و ما كانت تلك الجهات ان تجد التفافا ولو صغيرا 

حولها الا نتيجة لغياب المواقف الرسمية المسؤولة ، بل و تورط اكثرية 

الانظمة في المؤامرات التي تتعرض لها الامة هنا او هناك . 

مثلما هو الحال في فلسطين الان و في هذه المرحلة الدقيقة ، حيث 

يتعرض الشعب الفلسطيني لممارسات فاشية و عدوانية ، 

و الارض الفلسطينية لاعمال التهويد و مصادرة الاراضي . 

و القدس المباركة للابتلاع ، و الاقصى المبارك للتقسيم و الضياع . 

فيما منظمة الدول الاسلامية التي انشأت من اجل القدس بلا موقف . 

الدول العربية التي تُعتبَر القدس قلب الامة و شريانها الحيوي، 

و ان ما يصيب فلسطين يؤثر مباشرة على امنهم القومي و الاقليمي ، 

لا دعما منهم و لا موقفا لهم و لا تنديدا حتى على اعين شعوبهم ! 

اين مواقف الانظمة و قد تجاوز عدد شهداء الانتفاضة المباركة 120 

شهيدا و آلاف الجرحى ؟ اليس هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوز معظمهم 

العشرون عاما مسلمين ؟ أليس العدو الذي يستخدم كل قواه العسكرية 

عدو للاسلام و المسلمين ، و هو الارهابي الاول و منتج للارهاب ؟ 

اين مواقفهم التي تتطلبها روابط الدين و العرق و الانسانية ؟ 

اين هم من الحصار الاجرامي على غزة ، حيث يتعرض مليون 

ونصف فلسطيني للعدوان و التجويع ، و هناك احد الانظمة 

عضو في هذا التحالف يشارك في الحصار . 

انهم سبب رئيس من اسباب وجود الارهاب بتقاعسهم و تخاذلهم 

و تآمرهم على الامة و مصالحها . 

ايها السادة انكم تسيرون في الاتجاه غير السليم ، لان دحر الاحتلال 

الصهيوني و الحفاظ على المقدسات في فلسطين ، و الوقوف الى 

جانب المظلوم في وجه الظالم هو المواجهة الحقيقية للارهاب . 

و ان اكبر ارهاب تتعرض له الامة هو ارهابكم ، فعندما تطلق 

الحريات ، و تقفل المعتقلات ، و يتوقف ارهاب الدولة ، 

و يتمتع الانسان بكرامته في وطنه ، لن يبق ارهاب في بلادنا . 



ماهر الصديق 



google-playkhamsatmostaqltradent