نشعر بالغبطة و الفرح كلما سمعنا عن تحالف او تضامن عربي و اسلامي .
ربما لان المواقف الوحدوية المشتركة نادرة او حتى معدومة ، او لاننا نتوق
لرؤية قرارات مسؤولة و قوية و قابلة للتطبيق من قبل انظمة الحكم العربية و الاسلامية .
كثيرا ما كانت الشعوب تسبق انظمتها و تتحرك بعفوية و بلا تنظيم كلما وقعت
مآسي و مشكلات كبيرة في منطقة من مناطق العالم الاسلامي ، و ما اكثر تلك
المآسي ، و ما اكثر المواقف الشعبية التي يتلاشى غضبها و قوتها شيئا فشيئا .
رأينا تحركات عفوية و سريعة عندما تم التعريض بالنبي عليه الصلاة و السلام .
و مثلها عند وقوع المجازر من قبل الصرب على الشعب البوسني ، او مجازر
الروس بحق الشعب الشيشاني ، و كذلك خلال الحروب الصهيونية على غزة .
كل هذه التحركات تبدأ و تنته بسرعة ، و هي فعاليات تبث فينا الامل بان
في الامة روح التآخي و الحرص لكنها غير منظمة و لا تُستغل حتى تصبح
في اطار عملي يتواصل و يتطور لينتقل من الهتاف و التعبير الى الفعل و العمل .
بالرغم من مواقف الجماهير العربية و الاسلامية المتضامنة مع القضايا المشتركة
الدينية و السياسية و الانسانية ، الا ان الانظمة بقيت تتخفى خلف المواقف
الخجولة و احيانا المحايدة و كثيرا من الاحيان لا يصدر عنها مواقف البته .
مع ان الاحداث التي تقع في اي منطقة تؤثر في امن الدول مجتمعة .
و هذه الفصائل التي تتخذ من التطرف و العنف الداخلي منهجا لها ، لم
تأت الا نتيجة التراكمات التي تولد شحنات من الغضب الذي يتحول
بدوره الى عنف . و ما كانت تلك الجهات ان تجد التفافا ولو صغيرا
حولها الا نتيجة لغياب المواقف الرسمية المسؤولة ، بل و تورط اكثرية
الانظمة في المؤامرات التي تتعرض لها الامة هنا او هناك .
مثلما هو الحال في فلسطين الان و في هذه المرحلة الدقيقة ، حيث
يتعرض الشعب الفلسطيني لممارسات فاشية و عدوانية ،
و الارض الفلسطينية لاعمال التهويد و مصادرة الاراضي .
و القدس المباركة للابتلاع ، و الاقصى المبارك للتقسيم و الضياع .
فيما منظمة الدول الاسلامية التي انشأت من اجل القدس بلا موقف .
الدول العربية التي تُعتبَر القدس قلب الامة و شريانها الحيوي،
و ان ما يصيب فلسطين يؤثر مباشرة على امنهم القومي و الاقليمي ،
لا دعما منهم و لا موقفا لهم و لا تنديدا حتى على اعين شعوبهم !
اين مواقف الانظمة و قد تجاوز عدد شهداء الانتفاضة المباركة 120
شهيدا و آلاف الجرحى ؟ اليس هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوز معظمهم
العشرون عاما مسلمين ؟ أليس العدو الذي يستخدم كل قواه العسكرية
عدو للاسلام و المسلمين ، و هو الارهابي الاول و منتج للارهاب ؟
اين مواقفهم التي تتطلبها روابط الدين و العرق و الانسانية ؟
اين هم من الحصار الاجرامي على غزة ، حيث يتعرض مليون
ونصف فلسطيني للعدوان و التجويع ، و هناك احد الانظمة
عضو في هذا التحالف يشارك في الحصار .
انهم سبب رئيس من اسباب وجود الارهاب بتقاعسهم و تخاذلهم
و تآمرهم على الامة و مصالحها .
ايها السادة انكم تسيرون في الاتجاه غير السليم ، لان دحر الاحتلال
الصهيوني و الحفاظ على المقدسات في فلسطين ، و الوقوف الى
جانب المظلوم في وجه الظالم هو المواجهة الحقيقية للارهاب .
و ان اكبر ارهاب تتعرض له الامة هو ارهابكم ، فعندما تطلق
الحريات ، و تقفل المعتقلات ، و يتوقف ارهاب الدولة ،
و يتمتع الانسان بكرامته في وطنه ، لن يبق ارهاب في بلادنا .
ماهر الصديق

